رحب متحدث باسم طالبان الأفغانية بالانسحاب الأخير للقوات الهولندية من بلادهم «نريد أن نهنئ بحرارة مواطني وحكومة هولندا للشجاعة التي أبدوها في اتخاذ هذا القرار المستقل»، مضيفا «ونأمل أن تحذو البلدان الأخرى التي لها قوات مرابطة في أفغانستان حذو هولندا». ورغم أن هذه التصريحات تحمل الكثير من الملامح الاستفزازية، إلا أنها في واقع الأمر تثير تساؤلات أساسية، مثل كم عدد الدول الأخرى التي ستحذو حذو هولندا، وبأي سرعة؟ وقد يزيد القرار الذي اتخذته هولندا في أن تصبح أول دولة في حلف شمال الأطلسي تسحب قواتها بالكامل من أفغانستان، الضغط على الحكومات الأوروبية الأخرى للحد من عمليات الانتشار العسكري التي لا تحظى بشعبية. وعندما سحبت إسبانياوهولندا قواتهما من العراق، سرعان ما تبعتهما دول أخرى تاركة القوات الأمريكية في نهاية المطاف لتمثل الوجود الأجنبي. ويمكن للنمط نفسه أن يحدث بسهولة في أفغانستان. ويرى بعضهم أن الاستراتيجية الهولندية ذات دوافع سياسية ترمي إلى الحفاظ على انخفاض الخسائر البشرية من أجل وقف موجة غضب بين الجمهور المحلي تجاه حكومات الحلف الأخرى، التي رفضت تدوير قواتها في جنوبأفغانستان، الأمر الذي منع القوات الهولندية من الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا. وحتى مع ذلك، فإن الحالة الهولندية ليست وحيدة، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن فرنسا وألمانيا والحكومات الأخرى التي لها قوات في أفغانستان، تواجه أيضا عداء الناخبين لنشر الجنود والمطالبة بسحبهم. وأعلنت كندا أنها تخطط لسحب قواتها العام المقبل، في حين أن بولندا ستفعل ذلك عام 2012. والتزمت الحكومتان البريطانية والأمريكية بالانسحاب في 2014 أو 2015. وتتركز آمال طالبان في تحقيق النصر النهائي على قناعتهم بأن الدول الأجنبية ستتعب من الحرب في نهاية المطاف وتسحب وحداتها العسكرية قبل أن تتمكن قوات الحكومة الأفغانية من الوقوف على قدميها، علما بأن سحب قوات التحالف قد يقوض الجهود المبذولة لإقناع طالبان بالتفاوض السلمي والاندماج بالمجتمع الأفغاني.