من طبخ لمسلسل، يا قلبي لا تحزن! وبدلا من أن يصبح شهر الصيام والقيام أصبح شهر الطعام والنيام، أضف إلى ذلك القنبلة الخاملة «التلفاز». وبصراحة لا أزكي نفسي فأنا أنام 35 ساعة في اليوم والباقي «إن كان اليوم 24 ساعة فالباقي بالسالب إن كنت تفهم في الرياضيات البدنية» أقضيه على شاشة الحاسوب، وفي رمضان يزداد العيار «حبتين» فأنام 48 ساعة في اليوم وتنتقل عيني من شاشة الحاسوب إلى شاشة التلفاز في الوقت «بدل الضائع» أي منذ الساعة السابعة بعد المغرب وحتى الساعة الرابعة فجرا. وأسن السيف وأسرج الخيل استعدادا للحماس مع «باب الحارة»، وكان على أهلي أن يتنبهوا ويضعوا لي «تلفازا» في غرفة بعيدة حتى لا يصاب أحدهم «برفسة عالطاير» إذا أخرج أبو شهاب سكينة و«شلخ» أبو النار، وبعد ذلك أستعد لمداواة والدتي من ضغطها الذي ارتفع أثناء متابعة مسلسل السحر والعفاريت أو استهبال مسلسلات التهريج السخيفة التي تتمنى منك «حتة ضحكة» ولو على قطع الرقاب. وحقيقة لم أتوصل حتى الآن إلى الغايات والأهداف التي يحملها الكثير من تلك المسلسلات، فهي إما أنها تستطيع هضم الوجبة القاتلة المكونة من شوربة اللحم والسمبوسك والكنافة وصينية الباشميل والمهلبية، وختامها سنكويك، أثناء حرق الأعصاب مع الأحداث، أو أنها تحمل لنا ولأبنائنا لعبة التفكير والذكاء في استخراج الجزء الثقافي والتربوي الذي يشكل 1 % من المسلسل الواحد. ولا أعرف ما هو الرابط العجيب بينها في حلقاتها النهائية التي تركت أغلبها مفتوحة لجعلها قابلة لعملية «الشد والتمطيط» في الرمضانات التالية، فعذرا، لا تقل لي الغزو الغربي والغزو المريخي، بل هي مسألة «منكم وإليكم والسلام عليكم».