انتقد خبير دولي في تنمية الموارد البشرية اعتماد نسبة كبيرة من شركات القطاع الخاص على العمالة الوافدة لأسباب تجارية دون محاولة تدريب وتأهيل شباب المملكة لشغل تلك الوظائف، وقال المدير العام لحلول المهارات القيادية بشركة «كينيكسا» المتخصصة في مجال تشكيل القوى العاملة وتوظيف الكفاءات المؤهلة «تومي واير»: «الكثير من الشركات الخاصة تعتمد على الكوادر الأجنبية في إدارة أعمالها وذلك خطأ جسيم في المستقبل المنظور». ودعا الخبير الأجنبي إلى إعطاء السعوديين الفرصة لشغل الوظائف القيادية لخلق جيل وطني قادر على إدارة المؤسسات الاستثمارية في ظل النقص الحالي في الكوادر القيادية المؤهلة للعمل في القطاعين العام والخاص لعوامل عديدة منها كبر شريحة الشباب من إجمالي عدد السكان الكلي، وعدم التوازن بين معدلات النمو والكفاءات المتوافرة في القطاع الخاص، وتزايد أعداد البطالة، محذرا من مشكلة خطيرة في ظل دخول نحو 2.5 مليون سعودي إلى سوق العمل خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وأكد الخبير الدولي حاجة المملكة إلى تحديد الكفاءات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة وتأهيلها بشكل رفيع، وذكر أن من يتبوؤون منصبا إداريا يعتقدون أنهم أكثر فعالية وكفاءة بنسبة 12 % مما يظنه رؤساؤهم المباشرون، في مؤشر يظهر أن المديرين يظنون أنهم يؤدون بشكل أفضل مقارنة بالواقع. وحول كيفية تقييم مستوى الكفاءات السعودية أشار واير أن التوسع الاقتصادي ومواصلة عجلة التنمية المحلية في المملكة يتطلب إعداد مراكز تأهيلية تستفيد من خبرات وتجارب الدول المتقدمة لكنه أكد وجود تطور ملموس في بيئة العمل في المملكة بشكل كبير خلال الأعوام ال 50 الماضية، وما نشأ من تطوير مهني لم يتماش مع التوسع الهائل في السوق. وحول آليات مواجهة مشكلة نقص الكفاءات السعودية المؤهلة للمنافسة في سوق العمل المحلي وخصوصا في شركات القطاع الخاص، قال واير إن الحلول تكمن في بناء المهارات في القطاع الخاص وتطوير الكوادر الشابة لتتمكن من العمل في بيئة عمل تتسم بالتنافسية العالية، مؤكدا في الوقت نفسه عدم امتلاك حلولٍ فورية ولكنه أشار إلى إمكانية تنفيذ حلول مرحلية: «تحقيق التميز في نشاط ما يحتاج تنفيذه إلى عشرة آلاف ساعة، وهذا أيضا ينطبق على مكان العمل». وحول مدى مساهمة مبادرات الابتعاث الخارجي في توفير الكوادر السعودية المؤهلة، أكد واير دور البعثات الدراسية الخارجية في رفع مستوى الوعي والاستفادة من التجارب الخارجية، مشيرا إلى أن التحدي يكمن عند عودة المتخرجين إلى بيئة العمل المحلية وسعيهم إلى تطبيق ما تعلموه في أماكن عملهم والتأثير في ممارسات العمل في القطاعين العام والخاص، مطالبا باعتماد مقاربات أكثر شمولية بما في ذلك البعثات الدراسية وبذل الجهود في شحذ مهارات الكوادر التي لم تتلق تدريبا في الخارج بما في ذلك أرباب العمل. وأشار إلى أن المملكة تمتلك جيلا أول من الكوادر المؤسساتية وبمرور الزمن ستتأسس بنية حقيقية للمبادرات الوطنية التطويرية الخاصة بالموارد البشرية، متوقعا أن تجني المملكة عوائد الاستثمار في تنمية الموارد والكفاءات البشرية المحلية خلال أعوام قليلة