تعرف «ويكيبيديا» الموسوعة المعروفة مصطلح «الرأي العام» بالتالي: «الرأي الغالب أو الاعتقاد السائد أو إجماع الآراء أو الاتفاق الجماعي لدى غالبية فئات الشعب أو الجمهور تجاه أمر أو ظاهرة أو قضية أو موضوع معين يدور حوله الجدل، وهذا الإجماع له قوة وتأثير على القضية أو الموضوع الذي يتعلق به». ركزوا جيدا على جملة «وهذا الإجماع له قوة وتأثير على القضية أو الموضوع الذي يتعلق به». هذا أمر طبيعي فكل إجماع له تأثير إلا لدينا، حيث نستمتع جدا بكثرة الحديث عن همومنا اليومية، ويأخذ الجميع انطباعا سيئا عن كثير من القضايا والجهات الحكومية والخاصة، ولكن هذا الإجماع لا يؤثر أبدا بل بالعكس. فكلما ازدادت أفكارنا السيئة تجاه وضع ما، ازداد من سوئه نكالا بنا. أين المشكلة بالضبط؟ لم ليس لرأينا العام أي تأثير على أي جهة كانت؟ منذ ولدت ونحن نشتكي من جشع التجار ومن سوء الخدمات ومن خطوط الطيران ومن شركة الكهرباء ومن شركة المياه ومن أمور كثيرة تمس حياتنا، ونحن نزداد صراخا وهم يزدادون تمتعا بصراخنا، فأين الخلل إذن؟ هناك مثل بسيط أعتقد أنه يختصر المشكلة، مطعم يرتاده زبائنه كل يوم ليملؤوا بطونهم بخيراته المفترضة. نفس الزبائن يأتون غدا ليجدوا لافتة مكتوبا عليها: مغلق بأمر البلدية لحدوث حالة تسمم.. الكل يتحدث عن هذه اللوحة ونبدأ بنسج قصص مأساوية حدثت في المطعم وكيف أنه كان قذرا ومليئا بالوساخات، وأن العمال فيه لا يهتمون بأدنى درجات النظافة. وبعد غد نكمل حديثنا عن هذا المطعم القذر داخل المطعم نفسه بانتظار وجبة شهية! نحن نحترف الكلام فقط؛ لذا فإن الرأي العام هنا خامل.. وعودوا إلى «ويكيبيديا» لتعرفوا كيف يكون الرأي العام خاملا.