وكأنها الطامة! والإشاعات تضرب بعنف في مجتمع «البلاك بيري» هل سيتم منعه أم لا؟ ومتى؟ أسعار الأجهزة في انخفاض والباعة محتارون بين تصريف ما يملكون أو شراء المستعمل بأبخس الأسعار. بدأت حملات الفيس بوك والمنتديات ال«بي بي» بالمطالبات بعدم المنع أو الحجب، فما فعلته هيئة الاتصالات في الإمارات كان صدمة للجميع، رغم أن القرار سيبدأ تطبيقه هناك بعد أكثر من شهرين ولخدمتي الإيميل والماسنجر فحسب! أتفهم تماما المخاوف الأمنية وأؤيدها بالكامل، خصوصا وأن شركة RIM تتعامل بعنجهية مع الموضوع، وخسارتها لسوق الإمارات وربما السعودية، ليس سهلا سواء لعدد المستخدمين أو الأرباح. لماذا بلاك بيري؟ كرأي شخصي أيضا، الجهاز لا يقارن من ناحية الميزات بأي من جوالات النوكيا أو سوني إريكسون، وبالتأكيد لا يقترب من آيفون آبل، فالبلاك بيري يتفوق بخدمتي الماسينجر والبريد الإلكتروني فحسب، وهما سبب انتشاره وقوته، وهما الخدمتان اللتان تم منعهما في الإمارات وثارت الجموع هنا! ما يحسب لخدمة ماسينجر ال«بي بي» هو إعادة التواصل بين أفراد العائلة والأصدقاء وبكلفة لا تكاد تحسب، فالجميع أصبح على تواصل ومعرفة بالأحداث والمناسبات والأخبار وغيرها؛ لذا كان من المفاجئ للعديد من محترفي البكاء على «دور التقنية في عزل الأسرة» كيف ساهم في تواصلهم بشكل أكثر فعالية، وأكثر قربا كذلك، لتجد الأم أو الأب مع الأبناء والخالات والعمات وأبناء العمومة في مجموعة واحدة «الأسرة»، وتشاركهم «البرودكسات» والرسائل والصور ومقاطع الفيديو، عوضا عن الأصدقاء. الرغبة في التواصل بشكل جيد هي الدافع، ومتعة التواصل ظهرت حين توافرت أداة تقنية جيدة، وسهلة وفي متناول الجميع، فكما غير جوال نوكيا «الباندا» تعامل المجتمع مع التقنية، وشكل صدمة حينها، يحسب للبلاك بيري ذات الشيء حاليا، ويبقى سلوك المجتمع وتعامله مع التقنية بانتظار المختصين من خبراء علم الاجتماع لدراسة التحولات وآثارها، خصوصا مع ردات فعل المجتمع والتعليقات الساخرة التي توالت منذ قرار المنع في الإمارات، لنثبت أننا فعلا.. شعب ساخر حتى النخاع!