حين ظهرت الإنترنت أول مرة في السعودية قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا، استقبلتها المجتمعات بتخوف كعادتها في التعامل مع الجديد على ثقافتها، فحرص البعض أن يدخله مستترا بحيث لا يعرفه أحد، خصوصا في ذاك العالم الذي جذب الشباب والمراهقين «غرف المحادثة والدردشة chat» الذي عزز استخدام الاسم المستعار، لأن معظم ما فيه كذب وتزييف. جاءت بعد ذلك مرحلة المنتديات الإلكترونية التي تنوعت اهتماماتها ولم تتغير الأسماء كثيرا، حيث كانت الغلبة للأسماء المستعارة، ما ولد شعورا لدى الناس بأن الإنترنت عالم افتراضي لا يمت للحقيقة بصلة، فالشخص يدخله باسم آخر، ويمتهن مهنة أخرى، وربما يتغير جنسه في الإنترنت. وتغير الأمر قليلا في معظم المنتديات الأدبية والثقافية مع انتشار الأعمال الشبابية المطبوعة، ولكن هذا لا يمنع أن يتواجد الشخص بمعرفين أحدهما حقيقي والآخر مستعار، ليمارس هجوما ضد بعض الكتاب ودفاعا عن البعض الآخر. وليس بالضرورة أن يكون الاسم المستعار اسما حالما أو اسما أجنبيا مثلا، يكفي أن يكون اسما يعبر عن شخص غير موجود في الواقع! وفي صفحات الفيس بوك والتويتر تطالعك الأسماء الصريحة أكثر من الأسماء المستعارة، ربما. وآخر ما طالعتنا به المواقع الإلكترونية هو موقع forspring.me بحيث يمكنك التسجيل فيه واستقبال الأسئلة من أي كان، وفي أي مجال، وأنت الذي تختار السؤال الذي ترغب في ظهوره على صفحتك بالإجابة عليه فقط.. الجميع يمكنه سؤالك حتى لو لم يكن يمتلك حسابا في هذا الموقع «إذا أنت أردت» فعادت الأشباح للظهور مرة أخرى، فالبعض يسألك أسئلة جيدة تستحق أن تعرض، وآخرون يتهمونك اتهامات لا يملكون لها أي دليل وليس الهدف منها سوى التعبير عن أحقاد دفينة، ربما تكون بسبب الغيرة أو أي شيء آخر، والأهم من ذلك كله أن من يسأل يعبر عن مقدار الخوف الذي يسكنه وعجزه عن مواجهتك بكلماته البذيئة دون أقنعة! فهل سيأتي يوم تموت فيه الأشباح؟ زمن لا مكان فيه سوى للشجعان!