عمقت الكلمات الأولى التي ترددت على لسان طفل ستة الأعوام عندما نادى «وين بابا؟» من جراج أسرته الصغيرة التي عاشت لحظات عصيبة تضاربت فيها المشاعر، حزنا على رحيل والده الذي فقد في حادث مروري قبل عام، وبين فرحة عودته إلى الحياة مجددا بعد شهور من الألم والمعاناة التي عاشها في غيبوبة كاملة. وكان الطفل «سلطان البيشي» فقد والده في حادث مروري تعرض له على طريق بيشة وكان هو مرافقه الأوحد، إلا أنه نجا من الموت وأدخل إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى بيشة، ونقل بعد ذلك إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، حيث تلقى العناية الطبية على مدار شهور مضت. ويروي خال الطفل محمد العلياني أن «سطان» كان الأقرب لوالده من بين أشقائه، وكانت علاقته الوطيدة به معروفة لدى جميع أفراد الأسرة: «يوم فقد والده كان أشبه بالكابوس، حيث كان الطفل مرافقا له ونجا من الحادث بأعجوبة، وأدخل مستشفى بيشة ونقل بعد ذلك إلى الرياض، وأجريت له العديد من العمليات والفحوص إلى أن استيقظ من غيبوبته». وأشار العلياني إلى أن أسرته ظلت خلال الشهور الماضية تنتظر استفاقته إلا أنها لم تتوقع أن يعود الطفل الصغير مناديا والده: « همنا الآن كيفية إخباره بما جرى لوالده، نخشى أن ينتكس مجددا، ويتدهور وضعه الصحي، موقفنا حرج جدا، وما يزيده هو العلاقة الوطيدة التي تربط سلطان بوالده المتوفى». وأكد أن التقارير الطبية تشير إلى أن «سلطان» لن يستطيع أن يعيش مثل أقرانه، فسيكون من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما أهم أسرته بشكل كبير. من جانب آخر، اعتبر استشاري أنف وأذن وحنجرة بمدينة الملك فهد الطبية الدكتور علي السويد أن «سلطان» قبل في المدينة الطبية مباشرة وأجريت له عملية فتح أنبوب في الحلق بعدها أغلق وفتح آخر في البطن، وتم بعد ذلك العمل على تأهيله. وأشار إلى أنه يحب سلطان كثيرا: «لم أنسَ موقفا حدث معه عندما أخضع لعملية التخدير قبل إجراء إحدى العمليات؛ حيث ظل ممسكا بيدي بشدة، ولم أستطع سحبها من يديه إلا بعد تخديره بشكل كامل». واعتبر السويد أن: «غرف العمليات» تستقبل المئات من ضحايا الحوادث المرورية بينما بعض المراهقين لا يزالون يقودون بكل تهور في شوارعنا معرضين أنفسهم والآخرين للخطر .