غدت بلاد الشام، وتحديدا الأردن وسورية وجهة شباب الشمالية، في موسم الصيف، نظرا إلى بعد المناطق السعودية عن مدن الشمال، وما يعتريها من غلاء، بينما أسعار دول الشام معقولة. وبينما ترتفع رايات السياحة الداخلية في المناطق الأخرى، يرفع شباب الشمالية السفر للخارج، في إطار القرب من الحدود، وتوافر سبل الترفيه. محمد الفارس، 24 عاما، استعد للسفر إلى الأردن، التي تعد وجهته السنوية، لقربها من الحدود السعودية، ولبعد المدن السياحية السعودية الأخرى عن مدينة رفحاء: «لا أستطيع قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى المدن السياحية السعودية، ونكتفي بالجوار، خصوصا في ظل ما نسمع عن غلاء في المصايف السعودية مثل أبها وجدة والدمام؛ لذا لسنا مضطرين إلى المجازفة والسفر بعيدا، ويكفينا الجوار، الذي نجد فيه الالتزام أولا، بالإضافة إلى أنها دول آمنة وأسعارها مناسبة سواء في السكن أو الترفيه؛ لذا لن نخسر كثيرا، كما أنها منفذ للوصول إلى عدة بلدان أخرى للراغبين في ذلك». ويتساءل سليمان الشمري، 25 عاما : «هل من المنطق أن أسافر إلى الباحة التي تبعد عن عرعر أكثر من 2000 كيلومتر، لأستمتع بالأجواء الباردة وسخونة الأسعار، والتي أعتقد أنها السبب الرئيس في فرار شباب المنطقة إلى خارج المملكة، كما أننا نتابع غياب الفعاليات الشبابية التي تحفز على السفر داخليا». ويعتقد راكان الفهد، 27 عاما، أن البحر الميت وحمامات معين وقلعة عجلون التاريخية وجرش تجبر الجميع على زيارة الأردن: «بالنسبة إلى الأسعار لا أراها مرتفعة، مثلما هو الحال في المدن السعودية، وأعتقد أن ارتفاع الأسعار السبب الرئيس في عدم استمتاع الشباب بالإجازة الصيفية داخليا، فيبدأ توافدهم إلى الخارج، خصوصا دول الشام، ويبدو أن الشمالية لا تعرف مهرجانات الصيف، ما ضاعف من قوافل الراحلين إلى الخارج».