يكسب بعض رؤساء الدول في العالم التعاطف أو يحصدون الكراهية من خلال مراقبة الشعب لطريقة معاملتهم لكلابهم قبل وبعد وأثناء الانتخابات. وفي الوقت الذي تخلى فيه بعضهم عن تراثهم في ما يتعلق بفهم الكلاب، اتخذ كثيرون من الكلاب رفاق درب، ويعاملون الحيوانات الأليفة مثلما يعاملون أطفالهم. وهناك أمريكي واحد على الأقل من بين كل ثلاثة أمريكيين ممن يملكون الكلاب، يتابعون أخبار كلاب الرؤساء ويراقبون معاملة الرؤساء لكلابهم. يحرص بعض الرؤساء على معاملة كلابهم برقة وحنان، خصوصا أمام الكاميرات. ولكن الرئيس الوحيد الذي تولد عنه انطباع سيئ بسبب اقتنائه حيوانا أليفا كان الأمريكي ليندون جونسون. وهو الذي لم يكن يحظى بالتأييد الشعبي بسبب حرب فيتنام، وازداد غضب الجماهير عليه وهم يشاهدونه يسحب كلبه من أذنيه أمام عدسات التليفزيون. وتخطف كلاب بعض الرؤساء الأضواء منهم في أكثر من مناسبة، ولا غرو في ذلك بعد أن صار الكلب بضاعة سياسية تتداولها الآلة الانتخابية طمعا في كسب الأصوات أثناء السباق الرئاسي، أو لتلميع صورة رئيس ما، ليصبح الكلب جزءا مكملا لشخصيته. في باريس أودع جاك شيراك كلبه «سومو» لدى عائلة تملك حديقة واسعة، إثر إصابته بالكآبة، ما دفعه إلى عض الرئيس الفرنسي السابق ثلاث مرات لأنه لم يتأقلم على العيش خارج قصر الإليزيه. وفي الدنمارك طالب برلمانيون بالحد من تصرفات كلب الأمير هنريك التي تتصف بالعدوانية، وحذروا من أن القانون لا يميز بين كلب وآخر: «إذا كان ذلك الكلب يتصف بالعدوانية، فمن الأولى معالجة الأمر». ويصف الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين كلبه بالمدلل، حتى إن تشذيب شعره يكلفه 300 يورو في كل مرة. وبحسب الحلاق أوريكا المتخصص في قصات الكلاب بموسكو، فإنه يهذب شعر «توسيا» مرتين في الشهر. وحين رحل بوتين إلى القارة القطبية الجنوبية، للمشاركة في إحدى المناسبات، زود كلبه بأجهزة ملاحة وشبكة نظام تحديد المواقع ولا سيما أن الكلب غالبا ما يتجول وحيدا في الغابة المحيطة بالمقر. ويذكر التاريخ القريب أن الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف أهدى كارولين الابنة الصغرى للرئيس الأمريكي كنيدي كلبة فضائية هي «بوشينكا» التي كانت أمها طارت إلى الفضاء على متن السفينة «سبوتنيك 5». وكانت بوشينكا أو «فلوفي» بمثابة عرض للسلام بعد أزمة الصواريخ الكوبية. وقبل كنيدي وقتها الهدية مسرورا بعد أن تم تفتيش جسمها بدقة بحثا عن أي أجهزة تنصت. و للرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد عادة اتبعها خلال فترة رئاسته: عندما يدخل الكلب إلى المكتب البيضاوي، كان زائرو رئيس الدولة يعرفون أن زيارتهم انتهت. وفي الوقت الذي يقتصر فيه امتلاك الكلاب والحيوانات الأليفة على الأشخاص القادرين أو الأسر متوسطة الدخل التي تستطيع الإنفاق عليها، فقد تأسست جمعيات غير ربحية تمتلك كلابا «متطوعة» تزور المرضى في المستشفيات ودور المسنين، لإشراك هؤلاء في الحصول على حنان وعطف الكلاب مثلما يفعل الرؤساء .