جذبت النوادي الصيفية عشرات الطلاب، حيث وجدها أولياء أمورهم فرصة لقتل الفراغ، ولكسر شوكة المطالبات المستمرة سواء بشراء الألعاب غالية الثمن، أو التنزه في المراكز الترفيهية المرتفعة الرسوم. ويعتبر كثير من الآباء أن تلك المراكز طوق النجاة من الفراغ القاتل الذي يعيشه أبناؤهم، في ظل طول العطلة المدرسية. أنيس العيسائي ، 17 عاما ، يدرس في الصف الثالث الثانوي، أقدم مشترك في نادي ابن سينا الصيفي، يعتبر الأندية الصيفية استثمارا حقيقيا لطاقات وإبداعات الطلاب: «هي تقدم برامج إثرائية تناسب جميع ميول الطلاب، ولأنني من هواة الحاسب الآلي، وفر لي النادي من خلال معمل الحاسب الآلي ضالتي، بل أصبحت مسؤولا في النادي عن كل ما يتعلق بالحاسب من توزيع منشورات ثقافية تقدم للطلاب ولساكني الحي أيضا، والجو هنا يساعد الشباب على بذل كل ما لديهم من مواهب، فهو يختلف تماما عن الجو المدرسي، فنحن نأتي إلى النادي برغبتنا ولا نريد العودة إلى منازلنا، إذ سرعان ما ينقضي الوقت، بل أتمنى أن تستفيد المدارس مما يقدم في الأندية الصيفية، وتحذو حذوها خلال العام الدراسي». عمل تطوعي ويرى الأخوان ريان ومحمد خالد السلمي اللذان يدرسان في المرحلة الثانوية، في النادي للعام الثاني على التوالي، أنهما حققا الغرض من المشاركة في النوادي الصيفية. وحسب ريان الذي شارك فيها منذ العام الماضي، فإنه استفاد كثيرا منها: «النادي في نظري يفرغ طاقات ومواهب كثيرة، ويوفر كل وسائل الترفيه من ألعاب ومسابقات وزيارات ومشاركات مع دوائر حكومية، فعندما نقوم بمشاركة أمانة جدة في تنظيف الشاطئ، نستمتع بهذا العمل التطوعي، فالنادي يجذب المشاركين فيه بالأعمال التطوعية التي أصبحت نموذجا يحتذى، وخير دليل على ذلك الأعمال التطوعية في سيول جدة». كرة القدم وفيما يعشق محمد خالد، 14 عاما، الذي يدرس في المرحلة المتوسطة، كرة القدم وجد في النادي ضالته: «وفر لنا النادي الملعب بكل تجهيزاته، وبدلا من اللعب في الشارع والتعرض للمخاطر نلعب هنا، وفي ملعب مجهز وتحت إشراف المشرفين على النادي، في جو مليء بالاحترام والروح الرياضية، ومن فوائد النادي تنظيم الوقت وتحديد وقت اللعب والعمل والقيام بمهام أخرى تضيف لنا العديد من الخبرات التي نحتاج إليها في حياتنا العامة». سعادة أسرية وعبر أحمد حسن، عشرة أعوام، الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي عن فرحته البالغة بالنادي الصيفي، الذي يجمعه مع أصدقاء الدراسة، لكنها هذه المرة ليست لتلقي الدروس وحل الواجبات ولكن لممارسة اللعب والاستمتاع بالإجازة الصيفية، مشيرا إلى سعادة أسرته بالتحاقه بالنادي، وأنهم يقومون أيضا بمساعدته في حل المسابقات والمشاركات المقدمة إليهم. ويشاركه الرأي أحمد صعقر، عشرة أعوام، ويدرس في المرحلة الابتدائية: «النادي يوفر لنا عدة ألعاب وأنشطة متنوعة فلا يتسلل الملل إلينا، كما يقيم لنا محاضرات تعرفنا على كثير من الحقوق الواجبة علينا، فنحن نتمنى لو يستمر النادي إلى بداية الدراسة أو قبلها بقليل». برنامج للمخترعين ويصف اختصاصي موهبة وتفوق علمي وأحد المشرفين في النادي مازن السلمي الأندية الصيفية، بأنها الوسيلة المفيدة لتخليص الطلاب من الوقت المهدر: «أعمل في النادي مشرفا على برنامج المخترعين الذي يرعى اختراعاتهم وابتكاراتهم، فهناك بعض الطلاب يملك مواهب واختراعات قد لا يكتشفها أحد، فنقوم بعمل ورش عمل للمشاركين في البرنامج لمساعدتهم، كما أن هناك برنامجا آخر يسمى بالمبدعين وهو عمل أشياء فنية مثل الرسم على الزجاج والزخرفة على الدهان وغيرها من الأعمال الإبداعية، فالنادي يوفر كل الإمكانيات للمشاركين فيه من أجل الاستفادة والخروج بمعلومة أو مهارة نافعة للطلاب». مهرجان أسبوعي وأوضح مدير نادي ابن سينا الصيفي بمحافظة جدة فارس الحربي أن النادي يقيم مهرجانا في نهاية كل أسبوع لطلاب النادي ويقدم الدعوة لسكان الحي لحضور المهرجان الأسبوعي، ويشتمل المهرجان على ألعاب هوائية وصابونية وغيرها من البرامج المختلفة، بالإضافة إلى مسابقة أسرية لأهالي الحي توزع على جميع الساكنين في الحي، وتقدم هدايا للفائزين. وأوضح أن النادي يقدم برامج مفتوحة لشباب الحي غير الملتحقين بالنادي، ومن هذه البرامج الدورات الرياضية للفئات السنية المختلفة التي ينظمها النادي لشباب الحي ويشارك فيها أكثر من 650 من الشباب والفتيان. وبين أن النادي كان في السابق يختتم أنشطته قبل دخول رمضان بأيام عديدة، أما هذا العام فستنتهي الأندية الصيفية بعد مرور أسبوع من شهر رمضان. وأشار مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم جدة والمشرف على الأندية الصيفية أنس صالح أبو داود أن عدد الأندية لهذا العام 31 ناديا صيفيا ما بين حكومي وأهلي موزعة على جميع أحياء جدة: «نسعى إلى توجيه الطلاب الوجهة الصحيحة التي تكفل لهم بناء شخصية تسهم بشكل فاعل في التنمية الفكرية والثقافية والعلمية لاسيما أن الشباب هم أمل الأمة نحو مستقبل مشرق» .