في كل بلاد العالم هناك اهتمام كبير وخاص في مواسم للصيف تحاول فيه أن تستقطب أكثر عدد ممكن من سياح الداخل والخارج، التماسا للمال، أو لنشر الثقافة الجغرافية أو التاريخية، أو حتى الفكرية، من خلال فن التعامل واحترام الأنظمة. وهذه المحاولة تكون في نشر الإعلانات حول أهم المناطق السياحية التي تختص بها منطقة من المناطق، مع شرح مصغر حول الأجواء والأسعار والميزات المختلفة. في ربوع مملكتنا الحبيبة هناك الكثير من المناطق السياحية والأثرية والتاريخية التي تقصد من أماكن بعيدة، ولكن العلامة المهمة في السياحة الداخلية، على الأقل بالنسبة إلى أهلها، في ظل موجة الحر الشديد هي الجو المناسب والمناخ المعتدل، وهذه العلامة أو الميزة لا توجد إلا في مناطق معينة في مملكتنا. ولهذا لا تستغرب إن كان الإيجار اليومي في هذه المناطق رغم النقص الواضح في الخدمات العامة فيها، بقيمة الإيجار في مدينة عالمية، كولاية نيويورك مثلا! لا بأس أن تكون الأسعار بهذا الحجم، إن كان هناك شيء يستحق ذلك من الاستعداد والتجهيز الجيد لشتى المرافق العامة، أما أن تكون السياحة عندنا هي «أن تجلس تحت ظل شجرة مع جو عليل وصوت للدباب المزعج وبغل دفع رباعي عليه أحد الأطفال»، فلا أظن ذلك عدلا! نلوم من يجعل السياحة الخارجية ديدنا له، ونحن لم نقدم ولا «المنديل» كخدمة لمسح غبار «الدباب» العالق على جفون السائحين، بينما المنتمي إلى التنظيم السياحي يطمئن الناس وهو يبتسم ويقول: «من لا يغبر جفن ما دسمه، ومن لا تحمر عيناه ما كشت!». ندعو إلى السياحة الداخلية، لوجود الأمن والأمان والسلامة، وكأن السلامة سلامة البدن دون المال، ولكي يكون المال يخرج منك لجيب أخيك المسلم، وننسى أو نتناسى أنه لا ينبغي أن تكون الربحية غير المنطقية على حساب أخيك المسلم! لا نريد إلا سياحة داخلية، ولكن نريد منها أن ترتقي وتسعى في خدمة المواطن وراحته، لا نريد خدمات تجعل من الغمام سريرا للسائح، بل نريد أن نرى مكانا ولو بحجم «كيلو بكيلو» يطلق عليه «متنزه سياحي» بمعنى هذه الكلمة.