قاطع شباب مكةالمكرمة الورود وعناقيد الفل التي انتشرت في الشوارع، وتباع بريالات معدودات، في أعقاب ترويج شائعة تشير إلى أنه ربما خلطه بعض المندسين بالمخدرات، للإضرار بأبناء البلد. وسرت الشائعة على نطاق واسع في المنطقة، في وقت أصبح الفل من أبرز السمات في شوارع العاصمة المقدسة، إلا أن النظرة الشبابية باتت تتخوف من احتمال الوقوع في فخ الإدمان: «صديقي أصبح لا يتحمل الابتعاد عن هذه الورود، وكلما سألناه لا يتردد في القول: إنها أصبحت عادة لا يحتمل تركها، وبالطبع لن يظهر لنا سره إذا أصبح مدمنا، لكننا أصبحنا نخشى الإدمان». حتى الطالبة الجامعية روان باهبري، وجدت نفسها مضطرة إلى التعاطي مع تلك الشائعة بمزيد من الجدية، رغم قناعتها بأهمية الورود والفل في المناسبات الاجتماعية السعودية، خاصة في حفلات الزفاف أو زيارة المرضى: «هممت بشراء بعض عناقيد الفل من باعة في الشوارع، يبيعونها بخمسة ريالات فقط، لإهدائها للعروس التي كنا في طريقنا لمشاركتها مناسبة عرسها، لكن أختي منعتني من الشراء من هذا البائع لأننا لا نعلم مصدر تلك العناقيد، وسمعت من بعضهم أنهم ربما خلطوا العناقيد بالمواد المخدرة، ما سبب لي خوفا من الشراء، والأفضل الشراء من محال بيع الورود المنتشرة في العديد من الأحياء السكنية، وإن غلا سعرها». ويعترف أمير الرشيدي «27 عاما» بأنه لا يتحمل أن يرى عنقود فل أو ورد في أي مكان ولا يشتريه: «للورد وقع خاص في نفوس الكثيرين، وأجد نفسي لا إراديا أقتني الفل والورود والياسمين، ولا أجد حرجا في الشراء من الباعة الجائلين، لأنهم يبيعون بأسعار أرخص عن المحال، التي تغلي الأسعار عطفا على تكلفة التأجير ورواتب الموظفين، وسمعت كثيرا عن مقاطعة الشباب لهذه العناقيد لخلطها بالمخدرات، لكنني لا أرى سببا لذلك التخوف، لأن المخدرات لا تباع بهذه الطريقة، كما لا يمكن أن يتدنى سعرها إلى خمسة ريالات، لأن الباعة الجائلين وأكثرهم من الوافدين يميلون لترويج الورود في المناسبات، للاستفادة من أكبر عائد». ويشدد الباحث والمحلل الاجتماعي جمعة الخياط على أن أقاويل بعض سكان مكة: إن باعة الورد الذين يقفون عند الإشارات الضوئية يضعون بها مخدرات، مجرد إشاعات يطلقها بعضهم، ويكون الهدف منها حسن النية بتحذير أفراد المجتمع من هؤلاء البائعين.