يواجه مهرجان صيف جدة هذا العام تحديا كبيرا لجذب السياح الراغبين في الاستمتاع بالإجازة الصيفية، بفعاليات متميزة، قادرة على المنافسة في سوق السياحة المحلية والعربية، خصوصا أن قائمة المهرجانات السياحية اتسعت في الأعوام الأخيرة لتشمل مدنا ومناطق جديدة داخل المملكة. خلافا لإطلاق العديد من الدول العربية حملات تسويقية لجذب المصطافين السعوديين بعروض مغرية، ما يلقي على عاتق القطاع الخاص في جدة مسؤولية المشاركة بفعالية أكبر في دعم البرامج والفعاليات السياحية. ودعا عدد من المتخصصين في المجال السياحي إلى تفعيل خطط وبرامج تسويقية لمهرجان صيف جدة، إضافة إلى خطط وبرامج أخرى تطويرية لدعم فعاليات المهرجان، لضمان استمراريتها وتطورها، وإيجاد منتجات سياحية تلبي احتياجات السياح القادمين إلى جدة والاستفادة من موقعها كبوابة للحرمين الشريفين في استقطاب المعتمرين والزوار. وأوضح المدير التنفيذي لقطاع السياحة في الغرفة التجارية في جدة محمد الصفح، أن محافظة جدة تواجه صيف هذا العام العديد من التحديات في جذب الزوار، مشيرا إلى الضعف الاقتصادي العالمي الذي أثر على جميع القطاعات الاقتصادية، ومنها القطاع السياحي، إلى جانب ارتفاع الحرارة والرطوبة بشدة في الأعوام الأخيرة، ما جعل فعاليات المهرجانات محصورة خلف جدران المراكز التجارية. وكشف الصفح عن دراسات لتطوير الفعاليات تستهدف المرافق السياحية «فنادق، ومراكز تجارية، ومنتجعات بحرية ومدن الملاهي الترفيهية» عن طريق برامج المسؤولية الاجتماعية، بتقديم مساهمات أو مبالغ مالية لجهة مسؤولة عن تنظيم الفعاليات السياحية، لضمان تقديم الفعاليات بمستوى راق يليق بمكانة محافظة جدة وأهميتها كوجهة سياحية مهمة. كما كشف عن وجود دراسات أخرى جديدة ستقدم لمحافظة جدة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، لتسهيل ودعم الحصول على تأشيرات للمشاركات الخارجية في فعاليات مهرجان صيف جدة «جدة غير». فيما طالب المدير العام للسياحة والثقافة في أمانة جدة المهندس سامي نوار، المنشآت الترفيهية بالعمل على تنفيذ فعاليات خاصة مبتكرة، لإحداث المنافسة بين، والتنويع في الفعاليات، لتلبية رغبات الشرائح المختلفة من زوار جدة، وتجنب النمطية والتكرار في تلك الفعاليات، ما قد يسبب ملل الزوار ويقلل من جاذبية السياحة المحلية، وانخفاض أعداد السياح القادمين إلى جدة. من جانب آخر، توقع أخصائي البرامج السياحية في جهاز التنمية السياحية في منطقة مكةالمكرمة غسان البكري، ارتفاع نسبة السياحة الداخلية في العام الجاري 25 % مقارنة بالعام الماضي، بفضل جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار، ونجاحها في تنويع أدوات التسويق والإعلان للفعاليات الصيفية في جميع المناطق بالمملكة. كما أشاد عضو لجنة منظمي الرحلات السياحية التابعة لهيئة السياحة والآثار عضو لجنة السياحة في غرفة جدة محمد النفيعي، بالدور الفعلي الإيجابي لصندوق الفعاليات التابع للغرفة التجارية في تذليل الإجراءات الروتينية عند تنظيم أي فعالية، ولا سيما أن الصندوق يضم أعضاء من جميع الجهات المعنية بالسياحة، ما وفر الوقت والجهد، مشيرا إلى حاجة الصندوق إلى رعاة دائمين لدعمه طوال العام، ليرتقي مستوى الأداء المقدم في تنظيم الفعاليات، إضافة إلى ضمان تنوع الفعاليات وتطويرها. أما مدير فرع هيئة السياحة في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري، فأكد توجيه الهيئة اهتماماتها وأنشطتها بالكامل للسائح المحلي، سواء كان مقيما أو مواطنا، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها في القطاع الحكومي والخاص على توفير خدمات متميزة للسائح المحلي. وقال العمري: إن الهيئة استحدثت نظام منظمي الرحلات السياحية، وهو نظام سهل وبسيط وبتكاليف شبه رمزية، يشترط توفير مكتب وأربعة موظفين وضمانا بحدود 25 ألف ريال، ليتيح للمواطن أو المواطنة الحصول على ترخيص «منظم رحلات محلي» .