مع اقتراب الحزب الديمقراطي من كارثة الانتخابات النصفية نوفمبر المقبل تبحث قيادة أوباما عن المنقذ الطارئ، بدأت ترتفع تكهنات حول ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة في عام 2012. ونحن نعلم أن وزيرة الخارجية كلينتون لديها رغبة قوية في أن تكون الرئيس الأمريكي الجديد. ولكن هل ستتنحى عن الوزارة وتتحدي باراك أوباما، أول رئيس من أصل إفريقي وزميلها في الحزب الديمقراطي؟ وإذا فازت بترشيح حزبها، ما آفاق فوزها في الانتخابات الرئاسية العامة؟ تقول الحكمة التقليدية: إنه إذا بدأ الرئيس أوباما يتحكم أكثر من المركز وترتفع شعبيته إلى نحو 50 %، فإنه ليس من المرجح أن تتحداه وزيرة الخارجية كلينتون. ولكن إذا واصلت شعبيته الهبوط، وكان يبدو مثل جيمي كارتر وليس بيل كلينتون، فستكون هناك فرصة جيدة لكلينتون لتتحداه مثلما فعل تيد كنيدي مع كارتر عام 1980. وكلينتون ليست بعيدة عن الفوز بالترشيح بغض النظر عن مستوى التأييد الشعبي لأوباما. لنفترض جدلا أن هيلاري كلينتون فازت بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2012 من دون أغلبية الناخبين الأمريكيين الأفارقة الذين لن يتخلوا عن أوباما؛ هل يمكنها تجميع تحالف ناجح في نوفمبر؟ ومن هو الجمهوري الذي يجب عليها هزيمته؟ ومن الصعوبة بمكان تكوين تحالف بعد صراع يؤدي لانقسام داخل الحزب في بيئة لا يشعر فيها غالبية الأمريكيين بالرضا عن الطريقة التي يحكم بها الديمقراطيون. وهناك العديد من الساخطين وخاصة الأمريكيين الأفارقة الذين يرجح بقاؤهم في منازلهم يوم الانتخابات. ويعاني العديد من المستقلين الذين صوتوا لأوباما من الندم، ويرون أن البلاد تحولت إلى اليسار ويتوقع أن يصوتوا للحزب الجمهوري. ومع ذلك، فإن هيلاري قادرة على مقارعة أي جمهوري والفوز في انتخابات 2012 في ظل الظروف الصحيحة. وحينها، سيعتمد الأمر كثيرا على الشخص الذي ستواجهه كلينتون من الحزب الجمهوري. وحتى الآن هناك أربعة احتمالات للترشيح تتركز في نيوت جينجريتش، ومت رومني، ومايك هوكابي، وسارة بالين، وذلك وفقا لاستطلاع للرأي صدر أخيرا ورشح الأربعة لمواجهة باراك أوباما في سباق الرئاسة: «تفوق أوباما على رومني بنسبة 4643، وعلى هاكابي 4745، ونيوت جينجريتش 4645، وتعادل مع سارة بالين ب46».