هناك من سماء عسير، وتحديدا في مطار أبها، يصطف التاكسي الجوي، ليس ب«النفر»، ولكن وفق مصطلح «الشلة». لا زحام إلا يوم الافتتاح، يوم الثلاثاء الموعود، حيث يصبح حلم الصغار في الوصول للسحب العالية حقيقة، بعدما علق في خاطرهم أن الكبار وحدهم قادرون على ذلك، ولكن على الأرض، من خلال سفينة الموت أو الشواية التي لا تتوفر إلا في المتنزهات الراقية، أما هم فلا ارتفاع لهم أكثر من خمسة أمتار، هنا على الأرض، عبر «النطيطة». لكن في أبها يتحقق الحلم للمرة الأولى: «الكل يمكنه مداعبة السحب، مثلما يداعب المياه على الأرض». إنها الحقيقة التي تفرض نفسها للمرة الأولى تحت شعار «اكتشف عسير من السماء»، والمقابل ريالات معدودات: «400 ريال للمجموعة التي تتكون من خمسة أفراد، والسباحة في الجو تستمر ساعة كاملة، مرورا بالسودة والحبلة»، والمكان مطار أبها، والحجز بلا موعد، فالأماكن متوفرة، والزحام غير مقبول، لأن السماء أيضا تتسع للجميع.. ولكن هل تنجح الفكرة، وتتمرد الأسر على الأرض، وترتقي للسماء سياحة، مثلما ترتقي كل الأسر أملا.. أم أن «النطيطة» تكفي لاحتضان حلم الصغار، وأمل الكبار؟