لم يكن مساء أمس الأول عاديا في إسبانيا التي خرجت عن بكرة أبيها للاحتفال بمنتخبها الأول لكرة القدم بعد عودته حاملا لكأس العالم 2010م وسط حضور أكثر من 150 ألف متفرج صنعوا أمواجا من المد الأحمر في ساحات مدريد، في الوقت الذي هتف فيه الإسبانيون بعبارة: «لقد حققنا الحلم الذي طالما راودنا جميعا منذ الصغر». وحظي المنتخب الإسباني فور وصوله باستقبال رسمي من قبل الأسرة المالكة ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو، قبل أن يجوب الأبطال شوارع مدريد في حافلة مكشوفة وهم يحملون الكأس بين أيديهم في جولة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات للتحرك وسط بحر من أعلام البلاد. وعاشت الجماهير الإسبانية احتفالاتها وهي تردد عبارة: «إنه أمر لا يصدق» في ظل حماس وسعادة تفيض من الشوارع، وكذلك من داخل الحافلة، حيث حاول لاعبو المدير الفني فيسنتي دل بوسكي استيعاب ملحمتهم. وواجهت الشرطة الإسبانية صعوبة بالغة في فتح طريق أمام الحافلة في مسارها نحو ساحة «بوينتي دل ري»، إلى جوار نهر مانزاناريس. وسط هتاف جماعي فخور من الجماهير التي رددت «أبطال، أبطال» في الوقت الذي قفز فيه كاسياس، أندريس إنييستا، ديفيد فيا، كارلس بويول، ورقصوا وحيوا وتفاعلوا مع أهل مدريد وباقي إسبانيا الذين أتوا من العديد من مناطق البلاد للاحتفال بأول انتصار لإسبانيا في المونديال. وفي شارع «جران بيا» الشهير كانت هناك مساحة للحركة، حيث تحول ميدان «سيبيليس» إلى بحر من الأشخاص المتقافزين وتكرر المشهد في طريق «الباسيو دل برادو» وساحاتي «أنتوتشا» و«توليدو» وشارع «بايلين». حتى الأشجار كانت قد سكنت من قبل العديد من الأشخاص الذين اعتلوها ليتمكنوا من مشاهدة اللاعبين، بينما كانت الطائرات العسكرية ترسم السماء بأعلام إسبانيا. وأعرب اللاعبون الذين كانوا قد وصلوا قرب منتصف الليل إلى مكان الاحتفال الذي نظمته بلدية مدريد والاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم، عن امتنانهم للدعم من فوق المسرح الذي غنى عليه العديد من المطربين. في الوقت الذي شكلت فيه أضواء الألعاب النارية غطاء زين السماء الإسبانية. وكانت أكثر الأضواء تسليطا على أندريس إنييستا صاحب الهدف الأغلى في المسيرة الإسبانية والذي أبدى فخره واعتزازه بالإنجاز: «عليكم الفخر بهذه المجموعة، من أولهم إلى آخرهم، لأنهم الأفضل، وأنا أشعر بأنني فخور بأن أكون جزءا من هذا المنتخب في هذه اللحظة من التاريخ»، وصرخ الهداف ديفيد فيا: «إننا فخورون للغاية برؤية كل هذا العدد من الأشخاص هنا سعداء. لنستمتع جميعا لأننا نستحق ذلك. لتحيا إسبانيا، وتحيا كرة القدم. إننا الأفضل». ووسط ثورة اللاعبين، تحدث دل بوسكي بهدوء كعادته. وأثنى على لاعبيه: «إن هذا الفريق لم يعرف فقط كيف يفوز، بل فعل ذلك عن جدارة». وأعرب المدرب عن امتنانه للجماهير: «شكرا للدعم والطاقة التي أرسلتموها إلينا في جنوب إفريقيا.. وأعتقد أنكم جميعا أيضا أبطال للعالم» .