أخيرا أنصفت المجنونة؛ الكرة الأفضل والأقوى في العالم، فالمنتخب الإسباني الذي يتكئ على وسادة أفضل وأغنى وأشهر فريقين في العالم هما برشلونة وريال مدريد من حقه دون غيره أن يضيف اللقب العالمي الأكبر إلى اللقب الأوروبي الذي حققه أخيرا. وأن يتوج بطلا للعالم للمرة الأولى في تاريخه. الترشيحات قبل بداية البطولة رافقت الماتادور الإسباني الذي توشح بأفضل تشكيلة في تاريخه الذي ظل طوال الأعوام السابقة خاليا من الألقاب الكبيرة التي تتناسب مع أصحاب الليغا قبل أن تنفتح أبواب الذهب على مصراعيها أمام الثيران في أقل من عامين. المباراة بدأ المنتخب الإسباني الحصة الأولى بقوة بحثا عن هدف مبكر من شأنه أن يرفع ثقة اللاعبين بأنفسهم، وجاء التهديد الأول عبر ركلة حرة حولها تشافي هيرناندز واستطاع سيرجيو راموس ضربها برأسه إلا أن الحارس سكتلنبرج تألق وأبعدها عن مرماه. وحافظ المنتخب الإسباني على سيطرته وسط تراجع لاعبي هولندا، ولكن دون تهديد حقيقي على المرمى، ليسمح بذلك أبناء المدرب فيسنتي ديل بوسكي للهولنديين بالعودة إلى المباراة واستعادة أنفاسهم. وظهر على لاعبي المنتخبين الشد العصبي ما جعل حكم المباراة الإنجليزي هاورد ويب يضطر إلى إخراج عدد من البطاقات الصفراء، كانت من نصيب سيرجيو راموس وكارلس بيول من طرف إسبانيا، وروبن فان بيرسي وناجل دي ينوج وفان بوميل من هولندا. ومع انتصاف زمن الحصة بدأ المنتخب الهولندي يبني هجماته على المرمى الإسباني إثر نجاحه في امتلاك وسط الملعب، ولكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة عنه، في ظل المستوى المتواضع الذي ظهر به مهاجمه روبن فان بيرسي. ووضح على المنتخبين اقتناعهما بانتهاء الحصة الأولى بالتعادل السلبي، وهو ما حدث. وبدأت الحصة الثانية بأفضلية هولندية، قابلها تراجع إسباني لتغطية المساحات، وكاد «الطواحين» أن يكسبوا الأفضلية في اللقاء في أكثر من فرصة، كان أبرزها لنجم بايرن ميونيخ آريين روبن الذي تلقى تمريرة رائعة من زميله ويسلي شنايدر قابل به الحارس إيكر كاسياس، بيد أن الأخير كان له رأي آخر بعد نجاحه في إبعاد الكرة بقدمه إلى ركلة ركنية. ورد المنتخب الإسباني بفرصة خطرة عبر ركلة ركنية نفذها المتخصص تشافي هيرناندز استطاع قلب الدفاع كارلس بيول التفوق فيها على هيتنجا ليضربها برأسه وتتجه صوب زميله كابدفيلا الذي فشل في اللحاق بالكرة، وتخرج بعد ذلك إلى ضربة مرمى. ولاحت فرصة أخرى للمنتخب الإسباني عبر ركلة ركنية أيضا بعد وصول الكرة إلى رأس سيرجيو راموس الخالي من المراقبة، ولكن رأسيته اعتلت العارضة على الرغم من خلو المرمى من الحارس سكتلنبرج. وفي محاولة ثالثة على التوالي للإسبان نجح المدافع هيتنجا في إبعاد كرة من مرمى منتخبه، بعد أن سددها ديفيد فيا وسط سقوط الحارس، ونجح في إبعادها بقدمه إلى ركلة ركنية. وعاد آريين روبن ليضيع فرصة أخرى لمنتخب بلاده، بعد أن استغل خطأ فادحا من المدافع بيول، لينفرد مجددا بالحارس كاسياس ولكن تباطؤه في التسديد مكن الحارس من التقاط الكرة. ومع تفنن لاعبي المنتخبين في إضاعة فرص، كان لا بد من لجوئهما إلى وقت إضافي، ليتأجل الحسم مجددا. وغاب المنتخب الهولندي بصوة كلية في الحصة الإضافية الأولى بعد أن استنزف اللاعبون لياقتهم، خصوصا الثنائي مارك فان بوميل وآريين روبن، في وقت لم يظهر فيه ويسلي شنايدر هدّاف المنتخب بخمسة أهداف بالمستوى المأمول. ولاحت فرصة تسجيل محققة للمنتخب الإسباني بعد أن مرر تشافي كرة من ذهب لسيسك فابريجاس الذي انفرد بحارس المرمى، الذي تألق وأبعد الخطر عن مرمى فريقه، وبعدها تباطأ اندرييس انيستا في إنهاء الهجمة بعد أن دخل منطقة الجزاء دون أدنى مضايقة، ليلحق به فيما بعد المدافع برونكهوست ليبعد الخطر عن مرمى منتخبه. وحافظ المنتخب الإسباني على أفضليته في الحصة الإضافية الثانية، ونجح هذه المرة في تتويجها بهدف قاتل أتى قبل أربع دقائق من النهائية، بعد أن مرر له تشافي الكرة ليسددها قوية على يسار الحارس الهولندي وينطلق وسط فرحة هستيرية. وشهدت الحصة الإضافية الثانية حصول هيتنجا على بطاقة حمراء تسبب فيها انيستا أيضا بعدما حرمه من الانفراد بالمرمى الهولندي، ولم تسعف بقية دقائق المباراة هولندا للعودة إلى المباراة. ليطلق ويب صافرته معلنا تتويج إسبانيا بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها