على الرغم من مرور الأعوام العديدة التي قضتها في التعليم لم تيأس في تحقيق ما كانت تصبو اليه منذ نعومة أظفارها، فعلى الرغم من تكالب الظروف على كاهلها ومواجهتها للعديد من المعوقات إلا أنها كانت صابرة للظفر بما كانت تحلم به، ولكن ذلك تحقق بعد مرور نصف قرن. إنها الجدة آمنة صالح مريكي التي تتحدث عن طموحاتها التي تحققت بعد كل هذه المدة: «تخرجت منذ العام 1396 من معهد إعداد المعلمات بمكة المكرمة القسم العلمي، وقمت بالتدريس في عدة مراحل تعليمية إلا أن طموحي كان أكبر من ذلك كله، حيث التحقت بكلية الاقتصاد المنزلي لمواصلة البكالوريوس، وبعد انقضاء عدة وفاة زوجي تحقق حلم حياتي بحصولي على البكالوريوس، وكان ذلك بعد قرابة الخمسين من عمري، حيث كانوا ينادونني في الكلية بالجدة آمنة لأنني أكبر دارسة في الكلية». وتوضح مريكي: «بعد حصولي على شهادة البكالوريوس ببضعة أعوام تقاعدت من التعليم وفكرت كثيرا في الاستفادة مما درسته وتعلمته أثناء فترة الدراسة بالكلية، حيث إنني بعد تقاعدي المبكر نتيجة لظروفي الصحية التحقت بمعرض أقيم بمركز أم القرى لمعارض للأسر المنتجة «بين الحاضر والأمس»، حيث قمت بعرض الأكل الجاوي وبعض الفطائر المحببة والأصناف الشرقية المرغوبة، ولله الحمد نالت إعجاب الجميع»، مشيرة الى أن« تحقيق الرغبة في دخول المطبخ منذ الصغر واستمرارية الأمنية في إكمال دراستي في كلية الاقتصاد المنزلي وتشجيع من حولي بإكمال الدراسة كذلك تشجيعهم بإعجابهم بتناول المأكولات التي أجيد إعدادها وأرغب إن شاء الله في تحقيق رغبتي في استثمار مشروعي الأسري». وتتابع مريكي حديث النجاح وطعم الطموح الذي تحقق: «أرغب في فتح مجمع نسائي تعاوني متكامل من تصميم أزياء ومشغل نسائي وتجميل وصالون وكافيه وكافتيريا ونادٍ ترفيهي صحي ومطعم يخدم الجميع «مؤسسات تعليمية منزلية ورياض الأطفال»، حيث ستكون خدمة توصيل الطلبات للمناسبات مجانا، لافتة إلى أن فكرة الطبخ الجاوي طرحت علي وبإلحاح زميلة لي في العمل بالمشاركة في البازار المقام في المنطقة لعرض المأكولات التي أقوم بإعدادها، وبالتالي ليكون تعريفا بي وبوابة لمستقبل باهر، حيث شعرت في بداية الأمر بالإحراج أثناء عرض المأكولات ولكن بمساعدة زميلتي التي قامت ببيع المعروضات. وتضيف: «أجد في نفسي الشجاعة للاستمرار في هذا المجال، لكن تعوقني المادة في تحقيق مشروعي على الرغم من تعاون أسرتي بالسعي معي والأخذ بيدي لتحقيق هذا الحلم إلا أن الدعم المادي يعوقني عن إنجاز هذه المهمة، فقد مررت بظروف أسرية صعبة، حيث إنني أرملة وأقوم برعاية أولادي جعلتني اتجه إلى الله سبحانه وتعالى أولا ثم انضممت مع إحدى القريبات بالاتجاه إلى الشيخ محمد عبداللطيف جميل في فتح محل في مشروعه باب رزق بمكة وأرفع معاناتي إلى الله سبحانه وتعالى أن يحقق رغبتي بفتح مطعم نسائي». وعن أصعب المواقف التي مرت بها: « عندما اكتملت الرغبة والفكرة والإمكانيات البسيطة المتاحة في بدء مشروعي إلا أن الأوضاع المادية جعلتني مقيدة في إتمام المشروع واضطررت إلى فتحه مصغرا جدا وكنت أتمنى أن يكون على أعلى مستوى»، مضيفة أن هناك موقفا طريفا مرت به أثناء دراستها الجامعية: « قابلتني والدة إحدى طالباتي في المرحلة الابتدائية وكانت ابنتها تدرس في الكلية نفسها بقسم آخر وعند مشاهدتها لي من بعيد تقوم بتغير طريقها وتسلك طريقا آخر محرجة مني، حيث إنها كانت تشعر بالخوف مني وهي صغيرة وما زالت تشعر بذلك وهي كبيرة».