استأنف عدد من المتشاجرين الجزء الثاني من مضارباتهم داخل طوارئ مستشفى الملك فيصل بالطائف، الذي نقلوا إليه للعلاج من آثار الجزء الأول من المشاجرة التي شهدها أحد شوارع المحافظة وسط هلع من المراجعين الذين فضل كثير منهم مغادرة المكان خوفا من أن يلحقهم أذى، نظرا إلى شراسة المتشاجرين. وتعد هذه الحالة هي الثالثة التي يشهدها المستشفى خلال أسبوع. وكان أربعة من الشباب اشتبكوا في مضاربة خارج المستشفى الذي نقلوا إليه للعلاج من إصاباتهم، إلا أنهم وبمجرد مشاهدتهم بعضهم بعضا، بدؤوا في الركل والرفس وتبادل اللكمات بينهم، وسط المرضى والمراجعين، قبل أن يبادر المدير المناوب بإبلاغ الشرطة التي فضت المشاجرة وتحفظت على أطرافها. وقال خالد العتيبي «مراجع»: إنه ذهب برفقة عائلته لزيارة أحد أقاربه في المستشفى الأسبوع الماضي، وتفاجأ بأصوات وجلبة عالية في قسم الطوارئ حيث وجد نفسه فجأة بين متشاجرين من دون أن يدري شيئا: «هربت زوجتي وأبنائي خوفا من أن يصيبهم مكروه وفضلوا البقاء داخل السيارة، ما اضطرني إلى إلغاء الزيارة». وأضاف زياد محمد «مراجع» أن المستشفى أصبح مقصدا لأخذ الثأر بين الخصوم، فعندما ينقل المصابون في مضاربات الأحياء والشوارع لتلقي العلاج، يأتي بعض الأقارب للنيل من المصابين ثأرا لأقاربهم: «هذا انتهاك لحقوق المريض والجهة العلاجية، ويجب إيقاع العقوبات بهم». من جهة أخرى، استبعد سعيد الزهراني الناطق الرسمي بصحة الطائف أن تكون المضاربات التي وقعت داخل مستشفى الملك فيصل ظاهرة بدأت تطفو إلى السطح، مشيرا إلى أنها حالات فردية أفرزتها النعرات القبلية وقلة الوعي. وطالب بإيقاع أقصى العقوبات الصارمة ضد المتشاجرين في جميع المستشفيات لحرمتها ولما تشكله هذه المضاربات من فوضى وذعر وتلفيات بالممتلكات في أقسام المستشفيات. مشيرا إلى أن أقسام الأمن والسلامة التي تتبع للشؤون الصحية تؤدي دورها على أكمل وجه، لكن من الصعب أن تخصص رجل أمن لكل مراجع للمستشفى. ومن ناحية الاحتياطات لتدارك تفاقم المضاربات الجماعية في ردهات المستشفيات، ذكر أنه لا يتم نقل المتخاصمين في سيارة إسعاف واحدة، حيث يتم أولا نقل الحالة الحرجة إلى المستشفى ثم الحالات الأقل من الناحية العلاجية، أما من الناحية الأمنية فيراعى وجود فاصل زمني حتى لا يلتقي أطراف المضاربات ثانية ويتجدد الشجار بينهم.