تواجه القوات البريطانية الآن أوقاتا عصيبة ومؤلمة في الصراع القاسي بأفغانستان. وبلغ عدد الجنود الذين سقطوا هناك 312 قتيلا، فيما يرى الجنرال ريتشارد دانات القائد السابق للجيش أن العدد سيصل إلى 400 قتيل عندما تنتهي الحرب. ويتوقع كلا الجانبين صيفا ضاريا من القتال العنيف مع اقتراب نهاية اللعبة. وفي ضوء هذه الخلفية يكون للانسحاب من سانجين - حيث قتل 99 جنديا بريطانيا أي ما يقرب من ثلث العدد الإجمالي - صدى خاص فيما تنتقل مهمة الإقليم إلى القوات الأمريكية. وباتت الحرب أكثر من أي وقت مضى، حرب أمريكا. وهناك شكوك ضئيلة في أن الحكومة البريطانية ترغب في سحب قواتها من الحرب التي ورثتها عن الحكومة السابقة، والتي أثبتت أنها مكلفة على الصعيدين البشري والمادي. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يريد لقواته أن تعود إلى البلاد بحلول عام 2015، وهو موعد الانتخابات العامة المقبلة، فيما قال وزير الخارجية وليام هيج إن تاريخ الانسحاب سيكون عام 2014. وكان وزير الدفاع وليام فوكس دعا في وقت سابق إلى الخروج بأسرع وقت ممكن. ولكنه عاد وشدد بعد ذلك على ضرورة البقاء طالما تقتضي الحاجة، ليعلن أخيرا عن إرسال 300 عنصر إضافي من قوات الاحتياط المتمركزة في قبرص إلى أفغانستان بشكل مؤقت. ويرى الجنرال دانات، والذي يعمل حاليا مستشارا للحكومة، أن فشل الدعم في الماضي قاد إلى تحول العدد الصغير للجنود البريطانيين إلى أهداف لهجمات متواصلة. ولكن الواقع على الأرض يشير إلى أن إقليم هلمند ومنطقة جنوبأفغانستان بصفة عامة، هي الآن مسرح للعمليات الأمريكية. ويبلغ عدد القوات الأمريكية في هلمند ضعف البريطانية؛ وهذا العدد سيرتفع بمقدار ثلث آخر عند الهجوم الكامل بحلول الشهر المقبل. وسينسحب 1400 عنصر يتوزعون على 40 مجموعة قتالية تابعة لمشاة البحرية الملكية من سانجين في الخريف. وستحل مكانهم مجموعة بقيادة الكتيبة الثالثة للمظليين ستنتشر جزئيا في حزام بعاصمة الولاية. فيما سيتولى نحو 31 % من القوات حماية 32 % من السكان. والهدف من ذلك تأمين «غطاء أمني» في الأماكن التي تجري بها عمليات إعادة إعمار. ولكن الهدف الحقيقي هو تسريع رحيل القوات «2010 هو عام حاسم بالنسبة للبعثة في أفغانستان»، على حد تعبير كاميرون.