في أحد الغرف الخاصة بأحد المستشفيات الخاصة في المنطقة الشرقية يرقد المحامي والمستشار القانوني باتع الشمري حاليا، بعد أن وصل، أمس الأول، الساعة الثامنة قادما من سورية على متن الخطوط السعودية لتلقي العلاج على حسابه الخاص في المنطقة الشرقية. ما تزال رواية إطلاق النار على المحامي والمستشار القانوني باتع الشمري في منزله بسورية تثير الغموض والجدل؛ حيث أكد باتع الذي وصل، أمس، قادما من سورية لتلقي العلاج في أحد مستشفيات المنطقة الشرقية في حديث مختصر مع «شمس» أنه لا يتهم أحدا، وأنه ليس هناك علاقة لما حدث له بنزاع على قطعة أرض. وأوضح حمود الشمري الذي انتقل إلى سورية للاطمئنان على صحة المحامي بعد أن علم بإصابته بعشر طلقات نارية أن «باتع الشمري» وزوجته وأبناءه كانوا متواجدين عند أحد الأصدقاء في سورية للعشاء، وبعد منتصف الليل عادت العائلة إلى منزلها الذي يبعد ثلاثة كيلومترات.. وأضاف إلى «شمس» أنه عند الساعة الواحدة والنصف تقريبا من بعد منتصف الليل، سمعت زوجة باتع أصواتا خلف الشباك المطل على حوش المنزل، وهو الأمر الذي دعاه إلى الوقوف خلف ستارة غرفته لرؤية ما يحدث في الخارج، إلا أنه فوجئ بطلقة تخترق صدره، ولم يكن يفصلها عن العمود الفقري وقلبه غير سنتيمتر واحد فقط. وأشار إلى أنه بعد سقوط باتع على الأرض انهمر سيل من الطلقات النارية، بعضها من مسدس وبعضها من سلاح رشاش، حسب تأكيد رجال أمن شرطة رنكوس، ما يعني أن هناك أكثر من شخص اشتركوا في العملية. وذكر أن باتع قاوم آلامه وطلب من زوجته الاتصال بصديقيه السوريين قبل أن يخبرها ببعض الوصايا، حيث كان يتوقع أن يموت في أي لحظة، نظرا إلى خطورة إصابته وشدة نزفه. ولفت إلى أنه تلقى مكالمة بالحادثة بعد وقوعها بلحظات فاتصل بالسفارة السعودية التي أرسلت مندوبين عنها، واحد إلى منزل العائلة وآخر إلى المستشفى؛ للوقوف على حالة المصاب في مستشفى صيد نايا، ويبعد نحو 15 كيلومترا عن منزله، قبل أن ينقل إلى مستشفى آخر وهو مستشفى الزهراء ويبعد هو الآخر المسافة نفسها. أما والد باتع فأشار في حديثه ل «شمس» إلى أنهم عاشوا لحظات عصيبة بعد تلقيهم خبر إطلاق النار على ابنهم، حيث كانت الصورة مشوشة وغامضة بالنسبة إليهم وراودتهم الكثير من الظنون. وأضاف أن ابنه تأخر في العودة إلى السعودية لاستكمال علاجه إلا أنه لم يكن هناك تجاوب سريع من القائم بالأعمال في السفارة، ولم يكن الأمر غير وعود وهمية وتهدئة لهم فقط، وهو الأمر الذي اضطر معه ابنه إلى البقاء هناك عشرة أيام، فيما اضطر ثلاثة من أبنائه إلى السفر برا إلى المنطقة الشرقية. وعبر عن ثقته في أن الجهات المختصة في البلدين ستفك غموض القضية وتقبض على الجناة، وقال:« كلنا أمل كبير وثقة أكبر في أن يقوم الجانبان الأمنيان السعودي والسوري بأعمالهما على أكمل وجه، وأن البحث على الجناة مستمر، وإن شاء الله تعالى يلقى القبض عليهم». من جانب آخر، أوضح ضاري الشمري الأخ الأكبر لباتع أن السفارة السعودية في سورية، كان لديها علم بحالة أخيه منذ اليوم الأول لإصابته: «قالوا لنا: إنهم أرسلوا برقيات لوزارة الخارجية عن الحالة لكي يعتمد لها طائرة الإخلاء الطبي، ولكن للأسف تأخر الرد، ما أجبرنا على الحجز على طائرة الخطوط السعودية التي لم تكن مهيأة لنقل الحالة، إضافة إلى عدم وجود طبيب أو ممرض مرافق لمتابعتها أثناء الرحلة». وعن حالة أخيه، أشار إلى أنها تتحسن حاليا، حيث أجرى أمس العديد من الفحوصات والتحاليل في المستشفى، كما استقبل والدته وإخوانه وعددا كبيرا من معارفه وزملائه