لكثير من الرؤساء مواهبهم وهواياتهم الخاصة التي يتحينون الفرص لممارستها والاستمتاع بحياتهم في أجواء من الخصوصية وتغيير أمزجتهم بما يجدد حيويتهم وطاقتهم الفكرية، وذلك من طبيعة النفس البشرية مهما ارتقت في المناصب وانهالت عليها المسؤوليات، ويؤكد ذلك علم النفس ويشدد على أن ممارسة الرؤساء والزعماء لهوايات مختلفة يصب في صالح بلدانهم لأنه يجدد نشاطهم ويساعدهم على التفكير بصورة أفضل للخروج من الأزمات السياسية، ما يجعل ممارسة تلك الهوايات أمرا ملحا في أداء مهامهم. وتختلف الهوايات الرئاسية باختلاف طبيعة الرئيس وبيئته، فالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يعشق جمع الصور الفوتغرافية التي تلتقطها عدسات كاميراته؛ إذ يصف التصوير بالفن الذي يساعده على تجسيد العالم المحيط به، ويعرف عن الرئيس البوليفي إيفو موراليس شغفه بكرة القدم وحماسه الزائد لمتابعتها، فيما يلعب الرئيس الصيني هو جينتاو كرة تنس الطاولة بمستوى جيد، أما رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر فرياضته المفضلة هي هوكي الجليد. ويتمتع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بلياقة بدنية عالية كلاعب كرة سلة، إذ يحرص على لعب هذه الرياضة من حين إلى آخر، حيث كان من نجومها في نهاية السبعينيات من القرن الماضي. وبجانب هواية كرة السلة فإن أوباما يحب ممارسة الرقص وقد وضحت موهبته في الرقص في حفل عقب تنصيبه مطلع العام الماضي. وتجمع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين هواية التواجد قرب المياه وعلى ضفاف الأنهار والبحيرات لساعات طويلة، كما يمارس بوش رياضة البيسبول، وبوتين عاشق لرياضة الجودو وقد كان بطلا سابقا فيها لمدينة بطرسبورج. من جهة أخرى يحرص الرئيس الفرنسي ساركوزي على جمع الطوابع ويعتبرها طريقة جيدة لمعرفة المزيد من تاريخ الشعوب وحضاراتها وثقافتها وله علاقة حميمة برياضة الجري. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون المعروف عنه أنه متعدد الهوايات مغرما برياضة الجولف، كما يهوى حل الكلمات المتقاطعة ويرى أن استخدامه لحلها يحميه من أمراض الشيخوخة لأنها تنشط الذهن باستمرار، كما أنه يشارك في أغلب الحفلات الخيرية لعزفه على آلة الساكسفون والجيتار الذي يلعب عليه أيضا رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بمقطوعات موسيقية، وهو من عشاق موسيقى الروك وكان يغني في فريق لموسيقى الروك اسمه «الشائعات القبيحة». وبالنسبة إلى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج إيل فقد عرف عنه هواية جمع سيارات المرسيدس، فيما يهوى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لعب كرة القدم. ومن الرؤساء الراحلين الذين كانوا يحرصون على ممارسة هواياتهم بانتظام الرئيس الأوغندي عيدي أمين الذي كان من هواة جمع سيارات السباق، فيما كان الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران يهوى الصيد وامتلاك الكلاب، كما أحب الرسم واللوحات الفنية وكان متابعا جيدا للسينما، وعرف عن جميع رؤساء أمريكا حب الكلاب وتربيتها. وكانت من هوايات الرئيس السوفيتي الأسبق ليونيد بريجنيف اقتناء وقيادة السيارات الرياضية والاستماع وإطلاق النكات، وفي لبنان، كانت هواية الرئيس الأسبق كميل شمعون الصيد، والرئيس فؤاد شهاب المطالعة، والرئيس أمين الجميل قيادة الطائرات، والرئيس إميل لحود السباحة والغوص، والرئيس الحالي ميشيل سليمان الطبيعة والمشي والاستماع إلى الموسيقى. بينما في سورية، كانت هواية الرئيس الراحل حافظ الأسد الطيران والقراءة، والرئيس الحالي بشار الأسد الرياضة والقراءة والأفلام الوثائقية والكومبيوتر. وكان الملك فؤاد وابنه فاروق يهويان جمع الطوابع حتى أن الملك فاروق كان يرسل معونة سنوية قيمتها عشرة آلاف جنيه للجمعية المصرية لهواة الطوابع من أجل الحصول على الطوابع النادرة، فيما عرف عن الرئيس المصري الراحل محمد نجيب أنه كان يحب التجوال. وكان السياسي البريطاني ونستون تشرشل محبا للرسم وألف كتابا عنه .