على الرغم من أن المدرب الوطني الشهير محمد الخراشي، نجح قبل 15 عاما في اكتشاف نجمي المنتخب الوطني نواف التمياط وحسين عبدالغني، وقادهما للنبوغ العالمي، إلا أنه لم يستطع إكمال نبوغ نجله في عالم البورصة، مع أنه اكتشف رغبته الجادة في التعامل مع هذا النوع من التجارة. وقبل أعوام قليلة حاول الخراشي الأب مساعدة ابنه على العمل المستقل، فأهداه 100 ألف ريال غير مستردة، ليدخل بها المجال الذي يفضله، فاتجه بها ابنه عبدالرحمن إلى البورصة، اشترى في البداية 12 سهما في الاتصالات، ليجد نفسه في أسابيع معدودة صفر اليدين، حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن ما باليد حيلة. توقف الخراشي الصغير عن العمل، بعدما اصطدم بواقع الخسارة منذ المرة الأولى، لكن الأب الذي فضل مراقبة الابن عن بعد: «كنت أشتري وأبيع معتمدا على ما أسمعه من الزملاء والأصدقاء، ولم يدر في ذهني أن هناك مجالا آخر بعيدا عن الذهاب بورقة الشراء وورقة البيع لفريق العمليات ليقوم بالتنفيذ، وكنت أحقق في البداية أرباحا طفيفة أغرت شقيقتي، فسلمتني بعض أموالها لاستثمارها، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ انهارت السوق، فخسرت كل ما أملك، عندها سارع والدي بقرضي نصف مليون ريال، حولها إلى صناديق البنوك للمضاربة في الأسهم». وأحبطت الخسائر عبدالرحمن فهرب من الأسهم، حتى انتشله خاله رجل الأعمال وعضو الشرف النصراوي المعروف سامي الطويل: «كان متواجدا في بيروت، ودعاني للسفر إليه، وهناك تابعت تحركاته في البورصة من خلال التعامل في الصفقات، وعرف مدى إحباطي، ليبدأ معي أولى الخطوات في التعلم، لأسحب أموالي من الصناديق، وأعمل معه، لتتحقق لي الاحترافية المطلوبة لتسيير العمل وعمري لا يتجاوز 23 عاما». وحفزت صحبة الطويل، الخراشي الصغير في الاستفادة من التقارب مع عالم رجال الأعمال، ليجد نفسه واحدا من هذه الفئة: «بدأت عروض المتداولين تنهال علي في إدارة محافظهم بعد أن حققت مكاسب عالية، حتى ان أفضل المكاسب كانت تدبيل محفظة مئة في المئة».