رغم عشرات الشكاوى من هجمات قرود البابون على المصطافين في مرتفعات عسير وما تسببه لهم من هلع خاصة للأطفال خلال تحركاتها الجماعية للبحث عن الطعام، إلا أن عددا من المصطافين الخليجيين كان لهم رأي آخر مغاير تماما، فتلك القرود كانت سببا في اختيارهم أحد الفنادق المطلقة على شفا أبها وعقبة ضلع الشهيرة وتسابقهم لحجز غرفه وأجنحته، حيث تزوره القرود باستمرار وكأنها من نزلائه. ويؤكد عاملون في الفندق أنه لم يتم تسجيل أي حالة إزعاج أو اعتداء من قبل القرود على نزلاء الفندق رغم حرصهم على الاقتراب منها والتقاط الصور التذكارية قريبا منها واقترابها من نوافذ غرفهم وهي تطلق صيحاتها التي تعطيهم الفرصة للاستيقاظ للاستمتاع بمنظر الشمس وهي تشرق وتعلن ميلاد يوم جديد، مشيرين إلى أن تلك القرود ألفت المكان وتعودت عليه وعلى سكانه، لذلك لا تشعر بأي نوع من العصبية أو التوتر. وأكد عوض عسيري، صاحب الفندق، ل«شمس» أن القرود هي أحد عوامل جذب السياح للإقامة لديهم لأنها تتواجد بشكل دائم كل صباح ومساء في الفندق الذي يطل على جبال تهامة عسير الشاهقة: «الفندق يكاد يكون مشغولا لآخره بالزوار الخليجيين منذ بداية الصيف وحتى نهايته بسبب تواجد القرود اللطيفة التي تمنحهم بعض المتعة خاصة لأطفالهم». تتواجد يوميا وأضاف أن موقع الفندق وإطلالته على جبال عسير وسلسلة جبال السروات جعله مكانا مميزا ومطلا على الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة. وأضاف أن القرود تعرف هذا المكان منذ عشرات السنين وقبل إنشاء الفندق أصلا، وهي تتكاثر قريبا منه لذلك تألفه، حتى القرود المنضمة حديثا لعائلاتها: «إن القرود التي تتواجد يوميا في الفندق لا تؤذي أحدا ولم تسجل أي حادثة أو سابقة في هذا الإطار، وهي مسالمة جدا بل وطائعة، فعندما تطلب منها المغادرة فإنها تغادر المكان فورا، كما أنها تعرف حتى العمال وتتآلف معهم بشكل كبير جدا، كما أنها تعرف الزوار الجدد وتستقبلهم بأصوات مميزة تدل على أنه غريب عنها»، موضحا أنه بكثرة القرب من القرود تستطيع أن تفهم سلوكها وما تعنيه حركاتها وأصواتها وبعد ذلك يسهل التعامل معها. حجوزات مشروطة وأضاف موظف الاستقبال علاء وزميله حسن «معظم النزلاء بالفندق هم من الإمارات والكويت والبحرين وقطر ومن دول عربية أخرى، وأيضا بعض الغربيين، معظمهم يسألوننا عن القرود الجبلية ويبدون إعجابهم بالجو اللطيف الذي تتميز به المنطقة صيفا والإطلالة الرائعة على الجبال، كما يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع القرود». وذكرا أن بعض النزلاء يتصلون من بلدانهم قبل حضورهم ويسألون قبل عمل حجوزاتهم أولا عن القرود وإذا ما كانت لا تزال باقية أم لا، وهذا يدل على أنها تشكل لهم عامل جذب ومتعة. من جانب آخر ذكر محمد الحمد «سائح كويتي» أنه يحرص منذ خمسة أعوام على قضاء الصيف في عسير، وأنه اختار الإقامة في هذا الفندق بسبب تواجد القرود التي تمنح المكان طابعا خاصا، فهي رغم أنها تعيش خارج الأسر لكنها تألف الإنسان وتتواصل معه بشكل كبير وتقوم بحركات مسلية من باب المداعبة: «أولادي حريصون على اللعب معها لأنها مسالمة ولا تبدي أي شعور عدائي، وفي الوقت نفسه فإن الأجواء الرائعة التي تعيشها عسير في الصيف تجعل كل الأوقات ممتعة ولا تشعر فيها بأي ملل، لذلك أصبحت المنطقة مقصدا للسائح الخليجي الذي يجد فيها روعة المكان والإنسان».