أتساءل في سري: ألا توجد قوى سحرية لتثبيت مدير على كرسي؟ أتوقع أن هناك «جنيا» في هذه المؤسسة، فكلما تم تنصيب مدير فإنه لا يكمل الشهور حتى يتم نقله، ومسكين أنت أيها الكرسي، جلس عليك السمين والنحيل والطويل والقصير ودرتَ بما فيه الكفاية حول نفسك، أما آن الأوان أن يعتقوك لوجه الله، أما أنت كموظف فهو من صالحك، فلا عليك أن تهتم بعلاقتك بمديرك «كلها أيام ويتوكّل»، وإذا كان لديك قريب يريد أن يستريح على كرسي المدير قبل أن يتم نقله إلى مكان آخر أيضا فليطلب نقلا مصحوبا بفيتامين لتعديل نسبة الدم في المنصب! والعجيب أن تلك المؤسسات ما زالت قائمة ولم تتزعزع، فلا شك أن الموظفين الأقل شأنا هم الذين يتحكمون في سير العمل لضمان أرزاقهم، ولأول مرة في حياتي أرى نظاما بيروقراطيا يبدأ من الأسفل – هذا جيد مبدئيا على أية حال فربّ ضارة نافعة -، أما المدير فهو مجرد عابر كرسي، نقلوه من مؤسسة أخرى لأنه لم يلبس الحذاء الأسود بل لبس الحذاء البني، وقام بالخطأ غير المقصود بمكافأة موظف بإجازة لمدة يومين لأنه أدى عمله على أكمل وجه وتقديرا لمجهوداته طوال ال27 عاما التي قضاها في خدمة هذه المؤسسة. ولا أعرف ما المشكلة بالضبط مع أولئك، وكأنهم لم يعينوا مديرا كي ينظم العمل بل كي ينظم أمزجتهم في تسيير الأمور على هواهم فيما يتناسب مع مصالحهم، ولا تسأل عن عدم تطور مؤسسة ما، فأي عمل تتناوب عليه أيد كثيرة فإنه قابل للعطب بسرعة، والجوهر في قيام أي مؤسسة هو استمرارية العطاء على نفس النسق، لذلك.. انتبه أيها المدير لطريقة لف «غترتك» وإلا تم نقلك خلال أيام!.