يطارد مستحقاته القديمة.. ليأمن بها مطاردة الجوع لأبنائه، ورهبة الظلام الناجمة عن قطع التيار الكهربائي، ومطالبة صاحب المنزل بسداد الإيجار الشهري. ورغم اعتزاله اللعب منذ أعوام إلا أنه لا يزال يبحث عما يؤمن به مستقبله ومستقبل عائلته. لاعب فريق النصر السابق علي يزيد حل ضيفا على «شمس» ليعيد فتح ملف قضيته التي وصل به الحال فيها إلى أسوأ الأوضاع التي كادت تودي بمستقبل ابنته الدراسي نتيجة عدم قدرته على توفير مصروفها الشهري. أمور كثيرة تحدث عنها يزيد نتركها بين أيديكم لتعيشوا معه تفاصيل المعاناة، فإليكم ما دار في الحديث: أصل الحكاية مشكلتك حدثت بعد توقيعك لصالح النصر في عهد إدارة الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله؟ نعم، وكان ذلك خلال معسكر المنتخب السعودي في المنطقة الشرقية حيث وصلني العقد دون تفاصيل ووقعته تقديرا للرمز وبعد أن علمت أن هناك لاعبين رفضوا التوقيع إلا بعد أخذ حقوقهم أو على الأقل معرفة التفاصيل ضاقت بي الدنيا وأصبت بالغبن والقهر لدرجة أنني لم أتحمل البقاء في المنتخب وخرجت من المعسكر بأعذار واهية تاركا ثيابي فيه وعدت للرياض بسيارتي الساعة 12.30 صباحا رغم محاولات المسؤولين ثنيي عن القرار ولكن الغبن ساء بنفسيتي، ولا يفوتني أن أقدم شكري وتقديري لفيصل العبدالهادي والكابتن ناصر الجوهر والكابتن علي كميخ لوقفتهم الصادقة معي، وهذا سر أبوح به للمرة الأولى. وما الذي حدث بعد خروجك من معسكر المنتخب؟ ذهبت إلى النادي وقابلت الرمز الذي قال لي: «أنت رفعت رأسي ولم تساوم مثل غيرك وحقوقك ستأخذها عندما تتوفر السيولة». كان عقدك مع الأمير عبدالرحمن.. فلماذا لم يمنحك حقوقك أو على الأقل يوقع على مستند يثبتها؟ السبب ببساطة أن الأمير عبدالرحمن لم يكن يمتلك المبلغ وقتها، وقد كان عازما على الوفاء بعد حصوله على أموال من أعضاء الشرف، ولكنهم خذلوه مما تسبب في تأخر الرواتب تسعة أشهر، ثم إنني وقعت على ورقة بزيادة راتبي مع بعض اللاعبين ولكن لم أحصل على الزيادة أو غيرها، وهذا أعلنه للمرة الأولى، ولم أحرص على الحصول على إثبات لأنه بمثابة والدي ولم أحسب حسابا لموته، ولو كان حيا لما حصل ما حصل. طالبت بحقي فقط جددت عقدك في رئاسة الأمير ممدوح الذي منحك 50 ألفا على وعد أن تحصل على حقوقك.. فما الذي حدث؟ جددت بعد انتهاء العقد السابق الذي انتهى عام 1425ه كما هو مثبت أمامك، وحقيقة أستغرب ما قاله الأمير ممدوح من أن عقدي ممتد بعد هذا التاريخ، رغم أنه عندما تحدث معي حول التجديد أخبرته بأنني لا أريد شيئا تقديرا للرمز وكل ما أريده هو الحصول على حقوقي من العقد الأول مع والده فقط، فرد بأن عقدي لديه وأبدى التزامه بمنحي حقوقي ووقعت العقد الجديد في منزله ومنحني 50 ألف ريال هدية. وما مصلحة الأمير ممدوح في تجاهل مستحقاتك؟ سؤال لا أملك الإجابة عليه، خاصة أنه أبدى استعداده لدفع 90 مليونا للعودة لرئاسة النصر فلو أعطاني منها حقوقي فما الذي سيضره، وهو يقول بأنني أدفع إيجار بيت أهل زوجتي ولو حدث ذلك فهذا أمر يشرفني، وأنا لم أطالبه بسداد إيجارهم، وكل ما أطلبه حقوقي وبدل السكن لعام واحد 30 ألف ريال فقط. الشحاذة وهل تعتقد أن الأمير ممدوح استخدمك ورقة للعودة للرئاسة؟ يمكن ذلك، خاصة أن الأمير فيصل بن تركي أعلن استعداده لتسليمي حقوقي، والآن بالرغم من مرور ما يقارب سبعة أشهر على خروجي في برنامج خط الستة الذي حاولوا إيقافه بشتى الطرق، وعندما عجزوا اتهموني بالشحاذة، ومع ذلك تحملت ولم أتحدث بعدها لأي وسيلة إعلامية، وأنا هنا أقدم شكري وتقديري لمحمد نجيب والمعد سعيد الهلال ومحمد الدويش على وقفتهم الصادقة. مصائب بالجملة سمعنا أن سيارتك سحبت، وفصل التيار الكهربائي عن منزلك، وبعت أثاثك.. فما صحة ذلك؟ كل ما ذكرته صحيح بالأدلة ولم يقف معي إلا عساف العساف والمرشد الديني بدر السلطان جزاهما الله خيرا، وأزيدك من الشعر بيتا فقد كدت أسحب ابنتي من المدرسة لعدم قدرتي على توفير مصروف يومي لها، ولولا الله ثم وقفة مديرة المدرسة وتقديرها للظروف؛ لضاع عليها العام الدراسي وبإمكانكم التأكد من ذلك. وهل نستطيع أن نقول: إنك مع لاعبي النصر تعيشون المعاناة؟ للأسف نعم، ولو سألت كل لاعب ترك النصر لأكد لك ذلك فنحن نرى زملاءنا في الأندية الأخرى يتمتعون ونحن نعيش الحرمان والمعاناة والجحود. حكاية المحطة الآن وأنت لا تملك ما يثبت حقوقك.. هل لديك أمل في الحصول عليها؟ الأمل في الله قوي، وهي حق من حقوقي، فالأمير ممدوح وعدني بتسليمها ولم يفعل حتى الآن، حيث إنه أخبرني بنيته استئجار محطة بنزين لي وطلب مني البحث عنها وعندما اتفقت مع صاحب المحطة لأستأجرها في جازان، عاد وأخبرني بأنه سيشتري لي بيتا ولم يحدث. وما آخر مستجدات القضية؟ ظهر الأمير ممدوح أخيرا وقال: إنني كاذب وليس لي شيء رغم أنه فتح لي بيته خمسة أعوام وقبله والده الرمز، وأعتقد أنني لو كنت كذابا لما أدخلني بيته. هل التقيت أو اتصلت بالأمير فيصل بن تركي بعد أن وعدك بتسليمك حقوقك؟ الأمير فيصل بن تركي رايته بيضاء كبياض قلبه، وهو إنسان إذا قال فعل، ولكني أعتقد أن مشاغله للعمل على عودة النصر قد أشغلته، وحقيقة لم تحدث بيننا اتصالات أو لقاء بعد وعده في برنامج خط الستة. نفى مصدر نصراوي مسؤول تصريحا إلى إحدى وسائل الإعلام بأنك تعيش على الشموع.. فمن هذا المصدر وما تعليقك عليه؟ بلغني أنه الأمير وليد بن بدر، وكان بيننا اتصال قبل شهر، فسألته وأكد أنه ليس هو المصدر، وقد اعتذرت له لما بدر مني تجاهه في برنامج خط الستة، وانتهى العتاب بيننا في وقته، وهو لم ينكر معرفته بأنني أعيش في بيتي على الشموع، ولكنه أنكر عدم مجيئي إليهم في فترة رئاستهم لأطالب بحقوقي رغم أن المدرب آرثر جورج تكفل بالموضوع كاملا وطالبني بالتركيز على العطاء، ولكنه ترك الفريق سريعا. لجنة للحل وماذا حدث بعد المكالمة؟ وعدني الأمير الوليد بحل مشكلتي إنسانيا ولكنه لن يتجاوز الأمير فيصل بن تركي ووعد إذا لم ينتهِ الموضوع فستشكل لجنة لحله. كيف هي أوضاعك الآن وكيف تتصرف أمام متطلبات أسرتك والتزامات الحياة؟ صدقني أنا تعبت وأصبحت إنسانا محطما، وأنا أرى عائلتي تعاني، حتى إننا لا نجد ما نأكله، وما يحدث لي يتحمله من جعلني أعاني لتحفظه على حقوقي وأنا لا أشحذ بل أطالبه بحقوقي فقط. حرضوني وهربوا لو قدم لك النصر بعض مستحقاتك على أن توقع مخالصة.. فهل توافق؟ لا، لا فأنا أريد حقوقي كاملة فقد تركت من أجلها الأهل والديار. حفزك بعض أعضاء الشرف على تقديم شكوى للشرع، وأعلنوا وقفتهم معك ثم تراجعوا.. فمن هم؟ ولماذا أعلنوا تراجعهم؟ ما ذكرته صحيح، واعذرني لأنني لن أذكر أسماءهم، ولكنهم من أعضاء الشرف، وأعتقد أن تراجعهم ناتج من مشكلة متأصلة في النصر، وهي المتاجرة بمشاعر الناس، والأهم لديهم أن يحاولوا الإطاحة بالناجحين أو التشويش على عملهم، ومحاولة كسب تعاطف الجماهير النصراوية؛ لتشعر داخليا بتغلبها على الطرف الآخر، ونسوا أو تناسوا أن جماهير النصر واعية وتعلم بكل شيء، فبعد أن طالبتهم ب50 ألف ريال لأخرج نفسي من دائرة الحاجة وأنهي مشكلة الإيجار المتأخر حتى لا أسجن؛ لأنني لا أريد السجن والفضائح، تهربوا واختفوا. لمن توجه رسالتك الأخيرة؟ سأوجه رسالتي الأولى للأمير ممدوح الذي أتمنى أن يراعي وضعي ووضع أسرتي؛ لأنه يعلم أنني صادق وقد تعبت نفسيا من رؤية أطفالي يعانون كما يعاني أيتام كنت أساعدهم. أما رسالتي الثانية فهي للأمير منصور بن سعود والد كل النصراويين الذي أستغرب موقفه من حقوقي ومعاناتي. ورسالتي الثالثة لإدارة النصر ولأعضاء الشرف المخلصين وللجماهير الوفية، وفيها أقول: أقسم بالله العظيم إنني صادق في كل كلمة ولم يكن خروجي من أجل الإساءة للكيان النصراوي ولرجاله الأوفياء، ولكن هي المعاناة والقهر على ضياع حقوقي فاعذروني