من المشكلات الخطيرة التي تواجه سائق وراكب السيارة حدوث حريق أثناء وجوده داخلها، خصوصا في الوقت الذي تواجه فيه معظم مناطق المملكة موجة حر شديدة وغير معتادة، ففي أمريكا هناك ألف شخص يموتون سنويا من جراء الحريق، و200 سيارات تشتعل يوميا منها 15 % إشعالات متعمدة لمحاولة الحصول على التأمين رغم أنها محاولة فاشلة. وتشير الأبحاث إلى أن راكب السيارة يكون لديه فقط عشر ثوان للخروج من السيارة بعد لحظة اندلاع الحريق بها، مما يزيد من خطورة المشكلة وقد ينجم الحريق غير المتعمد نتيجة حادث تصادم أو تسرب الوقود «تلف أجزاء ووصلات دائرة الوقود» أو انقلاب السيارة، ويساعد على زيادة قوة الحريق وجود سوائل شديدة القابلية للاشتعال «البنزين، الزيوت، سائل الفرامل»، ومواد قابلة للاشتعال مثل الفرش الداخلي والإطارات، والليات والأسلاك. 700 درجة مئوية وقد أدى التطور في صناعة السيارات لجعلها أكثر سرعة وأمانا وتكلفة وصداقة للبيئة، في حين أدى استخدام المواد الاصطناعية في الفرش الداخلي وكثير من أجزاء السيارة كالألياف الكربونية والبلاستيك إلى زيادة احتمال مخاطر الحريق، يضاف إلى ذلك استخدام إضافات الوقود التي تزيد من القدرة على الاشتعال، وكذلك استخدام الملحقات الحديثة؛ مثل حقن الوقود «وقود تحت ضغط» واستخدام التربو وحفاز العادم الذي تصل درجة حرارة تشغيله إلى 700 درجة مئوية، وبذلك أصبحت السيارة الحديثة مصدرا هائلا لاحتمال الحريق، ولكن ما ينبغي الانتباه له أن استخدام تلك المواد في تصنيع أجزاء السيارات الحديثة لا تمثل خطورة للسيارة أو مستخدمها، بل هي آمنة جدا وتجعل السيارة أكثر كفاءة، ولكن في حالة حدوث حادث تكون تلك الأجزاء والسوائل مصدر خطر لحدوث الحريق، وقد ينتج الحادث نتيجة الاصطدام أو الحريق بسبب تسرب السوائل أو مشكلات كهربائية أو سطح ساخن أو تلف في الوصلات. انفجار خزان الوقود وتظهر نتائج دراسات مشكلة الحريق بالسيارة أن الحريق قد يؤدي إلى انفجار بعض أجزائها؛ مثل الإطارات أو التعليق الهيدروليكي أو المساعدات، ولكن هل ينفجر خزان الوقود؟ الحقيقة أن ذلك يعتمد على عدة عوامل؛ مثل وضع الخزان بالنسبة إلى الحماية، ونوع الوقود المستخدم؛ فوقود الديزل المستخدم في معظم الشاحنات هو أقل خطورة عند انسكابه في درجات الحرارة العادية، ولكن في معظم حرائق وقود الديزل يتبخر ويؤدي إلى تكون خليط غازي قابل للانفجار، وفي حالة تسرب هذا الوقود تحت الضغط فإن ذلك يؤدي إلى تذريره «جعله على شكل ذرات صغيرة» وانتشاره في موقع الحادث مؤديا إلى الانفجار، ومن تحليل الحوادث فإنه من النادر أن ينفجر خزان الوقود خلال حريق السيارة مع أنه يحتوي على سائل قابل للانفجار إلى جانب الغازات، ومن الصعب إشعال محتوى خزان الوقود عندما يكون مغلقا جيدا، وذلك لأن بخار البترول أثقل من الهواء ويعمل على ملء الخزان حتى قمته، ويؤدي ضغط الغاز إلى أن يكون خليط البخار مع الهواء فوق حد الانفجار ولا يمكن إشعاله، ولكن في الأجواء الباردة تزداد الخطورة بسبب زيادة ثقل الهواء. عوامل مرتبطة بالحريق أما وقود البنزين فعندما يتعرض الخزان لحريق فإن نقاط لحام الخزان والوصلات للخزان المعدني تنصهر وتنفصل مما يؤدي إلى تسرب الوقود وزيادة اشتعال الحريق دون انفجار. وقد وجد أن الحوادث لا تؤدي إلى كسر الخزان عن طريق قوة ميكانيكية قد تؤدي إلى كسر الخزان وانسكاب الوقود، حيث إن الخزان محمي جيدا وعليه ففي معظم الحوادث لا يكون الخزان مشاركا في حوادث الحريق. وقد أظهرت الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين الحوادث المتعلقة بالحريق والعوامل التالية: عمر السيارة، فمع زيادة عمر السيارة يزداد الصدأ، وإجهاد المعدن، وتصلد وتشقق الليات «الأنابيب المطاطية» يؤدي إلى ضعف مكونات وأجزاء دائرة الوقود مما يساعد على تسرب الوقود والسوائل التي تؤدي إلى حدوث الحريق. السرعة الزائدة، خاصة في الطرق السريعة ذات حد أعلى للسرعة المسموح بها، حيث إن ذلك يزيد من قوة الصدمة التي قد تؤثر على خزان البنزين ووصلاته. ورش تصليح السيارات بعض العمليات الروتينية التي تقوم بها الورشة قد تؤدي إلى حريق وانفجار لخزانات الوقود، وهذه الحوادث تؤدي إلى الموت وإصابات بالغة مثل تفريغ الخزانات أو تغيير وحدة بيان مستوى الوقود بالخزان أو استبدال (فلتر) الوقود. وبالنسبة إلى سيارات الوقود البديل فإنه مع نتيجة زيادة تكاليف تسيير السيارات التقليدية، بدأ العديد من مصنعي السيارات في الاتجاه إلى استخدام الوقود البديل، مثل غاز البترول المسال (LPG) ولهذا الغاز خواص عديدة أهمها أن الدرجة الحرجة التي يكون عندها المكون موجودا فقط في الحالة الغازية، وضغط الغاز الذي يمكن عنده تخزين الغاز على شكل سائل، ودرجة الإشعال الذاتي. وهناك ثلاثة أنواع من الأنظمة التي يمكن عن طريقها استخدام غاز البترول المسال في السيارات: محرك البنزين العادي، حقن الوقود السائل عن طريق بخاخات كوقود بديل (مثل نظام ثنائي للوقود). محرك الديزل، تغيير كبير في محرك الديزل واستخدام غاز البترول المسال بدلا من الديزل (وقود بديل). محرك الديزل، والتي يكون المستخدم وقود الديزل ويستخدم غاز البترول المسال كوقود إضافي. وهنا نجد أن النظامين الثاني والثالث لهما مميزات قليلة من الناحية الاقتصادية وغير شائعين، ويعتبر النظام الأول أكثر فائدة حيث إن تكلفة الوقود تمثل نصف تكلفة البنزين. ولذلك فإن التحويل بالنظام الأول يحتاج إلى تغيير الخزان، الليات (الأنابيب) وطريقة إدخال وقود الغاز المسال وتحتاج إلى إجراء ذلك التحويل عمالة ماهرة ومدربة كما يحتاج النظام إلى أجهزة أمنية خاصة مثل صمام التخلص من الضغط وفي حالة استخدام عمالة غير مدربة فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة أخطار الانفجار. والنتيجة أن هناك أجزاء من السيارات الحديثة معرضة لخطر الانفجار، ولكن سيبقى السؤال هل ينفجر خزان الوقود؟ الإجابة: «نعم» و«لا»، فنعم في بعض الحالات النادرة التي يؤدي فيها الحريق إلى الانفجار، و«لا» حيث إن مصنعي السيارات والأجهزة المشرعة لن تسمح أن يكون الانفجار ظاهرة متكررة .