أحد أصدقاء «جورج برنارد شو» كان ضخم الجثة، بينما كان شو نفسه نحيلا، فاستغل هذا الصديق مناسبة عامة ليسأل شو مازحا: «إن من يراك يا جورج يظن أن بلادنا تعاني من أزمة اقتصادية حادة، وأزمة جوع خانقة». أجابه «برنارد شو» على الفور: «ومن يراك أنت يدرك فعلا سبب هذه الأزمة!». ولم تذكر الروايات إن كان هذا الصديق قد أقحم نفسه في حوار خاسر مع السيد «برنارد شو» مرة أخرى أم انه احترم نفسه وتوارى عن الأنظار! تذكرت مقولة «برنارد» هذه بعد ما وقعت بين يدي إحصاءات أظنها مخيفة لكل عاقل نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» تقول إن السمنة في المملكة تسجل نموا بلغ 65 % من بين السكان، ثم أكدت الدراسة في جزء ثان لها أن الرجال يستأثرون بالنصيب الأكبر من هذه النسبة! إلا أن الجزء الثالث من هذه الإحصاءات يذكر أن قلة الرياضة هو أحد ثلاثة أسباب رئيسة للسمنة بعد النمط الغذائي والعوامل الوراثية! ولا عجب أن تصبح أجسامنا بيضاوية الشكل ما دامت علاقتنا بالرياضة تقتصر على مشاهدتنا للدوري الإسباني والإيطالي وألا تفوتنا دقيقة واحدة من بطولة كأس العالم! بينما لا تربطنا بالمشي الذي ينصح الأطباء بمزاولته يوميا أي علاقة تذكر! حتى ونحن ننتقل من وإلى مسجد الحي نستخدم سياراتنا الخاصة وهو الذي لا يفصلنا عنه سوى شارع واحد، بل إننا نصر على استخدام المصعد حتى وإن كانت وجهتنا للدور الثاني! بينما لا نجد غضاضة في الاشتراك بمئات الريالات في مركز رياضي لإصلاح ما أفسده الدهر ولإزالة الزوائد والتضاريس التي أصبحت علامة فارقة لمعشر المترفين، ثم نخرج من المركز بأقصى سرعة للتربع حول مائدة في أكبر مطعم في البلد تكفي محتوياتها لإطعام عائلة كاملة! ثم نختم السهرة بطبق من «الحلى» حتى تبرأ الذمة! وبعد ذلك نتوجه إلى الميزان فنوجه له اللعنات عندما نكتشف أنه أضرب عن العمل نظرا إلى أسباب تتعلق بزيادة الحمولة!