أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الطلاب والطالبات بتقوى الله، وإخلاص النية، والحذر من الغش في الامتحانات: «فإنه خيانة يأنف عنها أهل الإباء والديانة، ولئن مَسكم الرهق في هذه المرحلة لنيل الدرجات، فاذكروا دوما أن الآخرة هي الميدان الأزلي لاستباق رفيع الدرجات، ومرضاة رب البريات، وتلك أعظم الرجاءات». كما أوصى في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، المعلمين والمعلمات بناة العقول والأجيال قائلا: «الاختبارات مسؤوليات، وفحصها أمانات، فاحذروا الإفراط فيها والتفريط، خذوها بالأمر الأيسر الأعدل الوسيط، فطلابنا وطالباتنا ثمرات فؤادنا، وفلذات أكبادنا، كونوا بهم رحماء عطافا، لا إفراطا ولا إجحافا، وإنهم بين أيديكم أمانة، من ضيعها، ولم ينصح لها؛ لقي الوزر والمهانة». وأهاب السديس بالآباء والمربين بشغل أوقات الفتيان والفتيات في الإجازات، وأن من صور الغش في ذلك الإهمال واللامبالاة، والتقصير في التربية والمتابعة، وعدم شغل الإجازة بالبرامج النافعة التي تعود على الجميع بالآثار المباركة في أمور الدين والدنيا والآخرة. وأكد أن الغش ليس قصْرا على البيع والشراء، بل حذر الإسلام منه في العقيدة والعبادة، وذلك بالجفاء عنهما، أو التنطع فيهما والزيادة، أو إحداث عبادات في أشهر ومناسبات لم يكن عليها سلف الأمة وأئمتها، كما يشمل شتى جوانب الحياة وطرائقها، وجلائل المسؤوليات ودقائقها، ومن أعظمها، الغش ممن ولي أمرا من أمور المسلمين وأماناتهم، وكذلك غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار منحرفة ملوثة تثير الفتن والبلبلة، وتتقفر الفتاوى الشاذة، والأقوال الغريبة الفاذة، خروجا عن جماعة الأمة وجمهورها، والنيل من علماء الأمة الربانيين وأئمتها الراسخين، إضافة إلى غش الأمة في قضاياها الكبرى ومقدساتها، بالتجافي عنها والاستخفاف بشأنها، وما تفرزه وسائل الإعلام وأعمدة الصحافة وقنوات الفضاء وشبكات المعلومات من مواد فكرية مغشوشة، تلبس الحق بالباطل، وتدنس الفضائل بالرذائل، لاسيما غش المرأة المسلمة وخداعها بالتبرج والسفور والاختلاط المحرم، ومنها الغش في المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات، على نحو ما يحاك ضد الدعوة السلفية في هذه الأيام. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أن الواجبات والحقوق التي تخص الأولاد موزعة على الدولة والمجتمع والمدرسة والبيت: «وكل عليه واجبات مسؤول عنها أمام الله تعالى». وأوضح أن الواجبات والحقوق التي طوقت أعمال الكل تجاه الشباب يجمعها أن يربوا تربية متكاملة، وأن يحيط الجميع الناشئة بالرعاية والعناية وأن يهيئ الجميع للأولاد سبل الخير والاستقامة والفلاح والنجاة في دينهم ودنياهم. وشدد الحذيفي على أنه مما يجب الاهتمام به حث الناشئين على لزوم جماعة المسلمين وإمامهم: «فإن يد الله مع الجماعة، ومن فارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ومن شذ شذ في النار، كما أنه مما يهتم به ويجب العناية به وتحصين الشباب به هو الزواج للذكور والإناث والسعي لتيسيره»