تتزايد بشكل غير مسبوق على المنتديات الإلكترونية هذه الأيام ظاهرة «الوصايا والنصائح» لطلبة المدارس خلال فترة اختبارات نهاية العام، وتتعلق تلك النصائح بأفضل الطرق السليمة لمراجعة الدروس وطريقة الإجابة، ووصل حد النصيحة إلى تبادل الطلاب تحذيرات من أحد المستشاريين الأسريين من الخلافات بين الزوجين داخل البيت خلال الاختبارات. ومن النصائح التي يتناقلها الطلاب على المواقع الإلكترونية والمنتديات وتمثل خلاصة تجارب ودراسات علمية، إعداد جداول لتنظيم المذاكرة خلال الفترة التي تسبق الامتحانات، وقراءة الطالب المادة قراءة عامة، وتقسيم الفصل لموضوعات، والموضوع إلى عناوين فرعية، ويجب أن تكون المذاكرة كما لو كان الطالب يتابع فيلما، فبعض الطلاب لديهم قدرة غريبة على سرد أحداث بعض الأفلام السينمائية أو مباريات كرة القدم، رغم مرور وقت طويل على مشاهدتها، والسبب قوة تركيزهم عليها أثناء المشاهدة. وتنصح بعض المنتديات الطلاب بوضع لافتات تذكرهم بعدم السرحان، كأن يكتب «ركز» أو «احترس من السرحان»، لأن هذه اللافتات تعيد الطالب إلى التركيز بسرعة، ومن بين النصائح اختيار طريقة المذاكرة المناسبة، فهناك من يفضل القراءة بصوت عال، ومن يفضل المذاكرة بطريقة الورقة والقلم، وعلى الطالب اختيار الطريقة التي يشعر أنها قريبة إلى شخصيته وتؤتي ثمارها، وتطبيق مبدأ «الفهم أولا ثم الحفظ». ولم تقتصر النصائح على طريقة المذاكرة قبل الاختبار، بل وصل الأمر إلى تداول الطلاب تحذيرا أطلقه رئيس قسم الاستشارات الهاتفية بمركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري بجدة المستشار الأسري ضيف الله العوفي، حذر فيه من الانعكاسات السلبية لحالة الطوارئ ومظاهر التوتر والقلق التي تعيشها الأسر بسبب الامتحانات. ويرى العوفي أن حالة الطوارئ ومظاهر التوتر والقلق داخل الأسر ومنع وسائل الترفيه نهائيا يزيد من القلق لدى الأبناء، ويؤثر سلبا على أدائهم في التحصيل والمذاكرة، وبالتالي الأداء في الاختبارات، مطالبا الأزواج بأخذ إجازة من خلافاتهم ومشاكلهم وتأجيلها إلى ما بعد نهاية الامتحانات، لا سيما أن المطلوب في هذه الفترة أن تكون الأسرة هادئة لأن الجو العائلي الهادئ الذي يغمره العطف والحنان، يحفز الطلاب على النجاح والتفوق. وتتقاطع تحذيرات العوفي مع دراسة متخصصة قام بها المركز القومي للبحوث في القاهرة حول تأثير المشكلات الأسرية على التحصيل الدراسي للأبناء، إذ أظهرت أن نسبة التعثر الدراسي لدى الأطفال في المدارس زادت كثيرا في الفترة الأخيرة، نتيجة للعديد من الأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، معتبرة «التعثر الدراسي» ظاهرة مرضية وأحد الاضطرابات التي تؤدي إلى إصابة الطفل بعدم المقدرة على ترجمة ما يراه أو يسمعه أو، عدم قدرة الطفل على ربط المعلومات في ذهنه، وربطت الدراسة بين التعثر وسوء التغذية لدى الأطفال، خاصة أطفال المرحلة الابتدائية، وترى الدراسة أن الخلافات الزوجية من أبرز الأشياء التي تؤثر نفسيا على الأبناء، كونها تزرع الخوف داخلهم والشعور بعدم الاستقرار والأمان، ويزيد الأمر سوءا في حالة الطلاق بين الوالدين .