في السابق كانت البيوت تتأهب قبل الاختبارات وتعلن حالة الطوارئ، وتزداد الحالة سوءا حين يكون في البيت ثانوية عامة! وبعض الأسر تبالغ في الحرص والاستعداد بإبعاد التليفزيون عن الأبناء جميعا من يختبر ومن لا يختبر! وجهاز الكومبيوتر الذي قد يكون الوحيد في البيت! ما الذي تغير الآن..؟ حتى لم يعد للاختبارات تلك الرهبة العنيفة لتصبح الموضوع الرئيس لكتاب الصحف، والبرامج التليفزيونية والإذاعية! ربما الأمهات لسن كالسابق، ولا يطقن صبرا عن التليفزيون.. أم أنهن لن يجدن مكانا يخبئن فيه هذه الأجهزة التي تكاثرت: تليفزيون، ريسيفر، play station، X-Box، جوالات، كومبيوترات محمولة على عدد الأبناء، على الرغم من أني ضد سياسة المنع والإقصاء هذه. أسبوع كامل انقضى ولم يطل علينا هذا الشبح، من قتله يا ترى؟ هل فهم الناس أخيرا أن الاختبارات ليست شيئا مخيفا.. وأنها ليست سوى بضعة أسئلة من الكتاب المقرر الذي يدرسه الطالب طول فصل كامل..؟ أم أن هيبة الاختبارات ضاعت مع هيبة المعلم المرغم في بعض الأحيان على إعادة الاختبار للطالب مرات ومرات حتى ينجح، وعلى إعادة التقييم للطالب حتى يتقن مهارة استعصت عليه طوال فصل دراسي كامل، لكنه أتقنها بقدرة قادر خلال أيام..!! أم أن التقييم هو من أسهم في تخفيف هذه الرهبة، وكذلك كون أسئلة الثانوية ليست من الوزارة..؟! يبدأ الطالب دراسته بالتقييم، وحين يكبر قليلا يفهم طبيعة الاختبارات ويهيئ لها بشكل جيد لأنها أصبحت شيئا جديدا بالنسبة إليه، فيعرف أن الاختبارات ليست تحديا، بل هي قياس لقدراته وتحصيله. هل يمكن احتساب هذا الأمر من حسنات التقييم الذي قررت وزارة التربية والتعليم أن تلغيه بالنسبة إلى طلبة الفصول العليا في المرحلة الابتدائية بدءا من العام المقبل، دون أن تتفضل بشرح الأسباب لأولياء أمور الطلبة والطالبات!