من قال إن الكرة للرجال فقط.. تستطيع المرأة أن تلعب الكرة حتى وإن كانت «عاملة مونيكير وبودي كير»!. تستطيع أن تشجع بكل ما أوتيت من صوت وتزغرد كأم عاد لها ابنها المجاهد من ثورة تحرير، لها الحق في أن ترفع ضغطها في مجادلة المشجعين لفريق آخر بعد انتهاء المباراة. أتذكر ذلك اليوم الذي كانت فيه المباراة بين فريق الاتحاد وفريق الهلال السعوديين، وكنت مجتمعة مع مجموعة من الفتيات اللواتي أعددن مسبقا جدول أسبوعهن الكامل حتى يتفرغن لمشاهدة هذه المباراة الحاسمة. ومن فرط الحماسة تحمست معهن ولأنني لا أعرف شيئا من أمور الكرة، فأي هدف من أي فريق يتم تسجيله أنهض من مكاني مشجعة!. الكرة الآن أخذت وضعها حتى في المجتمع النسائي¡ وحتى النقاشات باتت تستمر ساعات وساعات حول مباراة واحدة، حيث تحولن جميعا إلى محللات رياضيات. أنا لا أنقم على هذا الأمر ولكن لماذا لو حاولت واحدة فقط أن تهمس في أذن أخرى حول موضوع ثقافي تخاف أن تجد صناديق من البيض تنتظرها. أنا لا أقول إن المجتمع النسائي غير مثقف بل إن عدد المثقفات يزداد يوما بعد يوم، ولكنها ثقافة خاملة لا يتم تفعيلها والاستفادة منها أثناء الاجتماعات. هل لأن مواضيع الحوارات عادة تكون مثل الظاهرة تظهر في زمن معين وتختفي في زمن معين، أم أن الحوارات الثقافية عموما لم يعد سوقها واقفا على قدم وساق. لكنني في النهاية مؤمنة تماما بأن مهرجا في ساحة قد يحصد جمهورا أكبر بكثير من عازف بيانو!.