في مارس الماضي لاحت الفكرة في أوساط عدد من المعوقين شبابا وشابات، ملوا عمل الجمعيات التقليدية، وفكروا في طريقة تزيد من الرباط الاجتماعي بينهم، فولدت مجموعة التفاؤل التطوعية لذوي الاحتياجات الخاصة. نبتت المجموعة في الرياض، لكنها أعلنت منذ اليوم الأول لانطلاقتها أنها ليست حكرا على منطقة بعينها، لكنها حكر على فئة المعوقين بعينها، ففتحت أبوابها لهذه الفئة في كل المناطق، فجاءها التجاوب من الشرق والغرب والجنوب، عندها أدركت المجموعة أنها نجحت في هدفها الرامي لتقريب التواصل الاجتماعي لهذه الفئة، لكنها أيقنت أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، لذا فهدفها هو العالمية. رئيس المجموعة الدكتور عبدالله العويرضي، اعتبر التجاوب المناطقي من المعوقين باختلاف شرائحهم، تأكيدا على أن النجاح بلغ نسبة لا تقل عن 80 % من هدفها الرئيس المتمثل في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع: «المجموعة تطوعية لها هدف ورؤية ورسالة، فرسالتها أن تكون أول مجموعة تطوعية سعودية نصل بها إلى العالمية، وهدفها الرئيس دمج ذوي الإعاقة في المجتمع». وأشار إلى أن المجموعة التي تأسست في مارس العام الماضي، احتفلت في مارس من العام الجاري، بالعام الأول للنجاح وليس الانطلاقة: «نجحت المجموعة في زيارة العديد من المواقع والمكتبات العامة والمشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات التي تهم الفئة، صحيح أنه لا يوجد لنا مقر مستقل للمجموعة لكننا لا نهتم بهذا الأمر، وهدفنا سهولة التنقلات من مكان لآخر، والآن بلغ عدد المنضمين للمجموعة أكثر من 50 معوقا ومعوقة، يداومون على حضور الفعاليات، وهناك مشاركات فعلية عن طريق موقع الفيس بوك، ومواقع المنتديات». وبين أن امتداد المجموعة أسهم في إنشاء فرع لها في الدماموجدة: «لكننا ما زلنا نطمح إلى العالمية». الاستفادة الاجتماعية دلال القحطاني إحدى المنضويات تحت المجموعة، كانت تعمل في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية في قسم العلاج الطبيعي، وبصفتها معاقة عرفتها صديقة على مجموعة التفاؤل التطوعية علها تستفيد منها اجتماعيا. لكن دلال في قرارة نفسها كانت تبحث عن طريقة تفيد بها المجموعة: «كان هدفي العمل على كسر الحاجز النفسي داخل كل معوق، وتعزيز الثقة في النفس من خلال مواجهة الأهل والآخرين، واستطعت المساهمة في ذلك عبر العديد من المشاركات مع المجموعة، وما شجعني أن الكثير من الأصحاء ظلوا يقدمون لنا يد العون في إطار إعجابهم بالفكرة وتنفيذها، بل يحرصون على مساعدتنا بكل الطرق، سعيا وراء الأهداف المنشودة». تقبل المجتمع وتعترف دلال بأن تقبل المجتمع لعمل المجموعة لم يصل بعد إلى النسبة القصوى، أي نسبة 100 %: «ما زال البعض يتحفظ على جانب الاختلاط، ولا يعرفون كيفية أن تعمل معاقة عملا اجتماعيا، بجانب معوق، لكننا نحاول إفهامهم أننا لم ولن نخرج عن القيم الاجتماعية والجانب الديني، بل تعزيز عمل المعاقين معا يعطي دفعة معنوية للجميع، الآن كسرنا هذا الحاجز، وهناك الكثير الذين من حولنا أصبحوا أصدقاءنا، ويتواصلون معنا اجتماعيا، ونستفيد من كل القدرات والإمكانيات، ونتبادل الخبرات، لأقولها بصراحة إنني ربما استفدت أكثر مما أفدت» بعيدا عن الانتظار وأشارت عضوة المجموعة مها الوتيد أنها يجب ألا تنتظر حتى تستفيد من المجموعة: «يجب المبادرة لتقديم الخدمات للمجموعة والآخرين وصولا للهدف المنشود، ولا يمكن قياس الفائدة بشيء مادي أو ملموس، ولكن أحيانا يؤثر عليك نفسيا موقف معين أو حتى كلمة، ويكفي الخبرة والحضور في هذه المواقف من خلال المشاركة في المهرجانات والمعارض والزيارات، للحصول على الفائدة المرجوة وحصد الثمار على المدى البعيد، لأن فوائد الانضمام ليست فائدة لحظة أو موقف بعينه». وأوضحت أن انطلاقة عمل المجموعة بدأت من الرياض: «كثيرون تحمسوا للانضمام للمجموعة، ومن خلال موقعنا على الفيس بوك انضم لنا معاقون من خارج منطقة الرياض من الشرقية والغربية ومن منطقة تبوك، وطالبوا بتحديد مناسبة لمشاركتهم معنا في الفعاليات التي تقام في منطقة الرياض» .