تشكو بعض الخاطبات من تراجع الإقبال عليهن في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة المالية وما خلفته من خسائر على كثير من رجال الأعمال في الفترة الماضية وتحديدا العام الماضي، وأكدن أن عام 2005 كان العام الذهبي لهن حيث جعل كثيرا من السيدات يتركن أعمالهن في الشركات والمدارس للعمل في هذا المجال المربح كثيرا، بحسب وجهات نظرهن، إلا أن فرحتهن لم تدم طويلا؛ ففي أوائل 2006 انهارت سوق الأسهم السعودية الأمر الذي جعل كثيرا من رجال الأعمال وغيرهم يفكرون مرارا وتكرارا قبل الإقدام على أي زواج سواء كان مسيارا أو غيره. وذكرت بعض الخاطبات أنهن لا يفضلن تزويج الشباب الصغار لأنهم لا يدفعون، ولا الموظفين الصغار في الشركات والعسكريين من الرتب الصغيرة، سواء كانوا أفرادا أو ضباطا، مركزات على كبار الضباط وكبار الموظفين في مختلف القطاعات ورجال الأعمال، باعتبارهم الهدف الأول لكل خاطبة تسعى إلى الثراء بشكل سريع، فكلما اجتهدت ووفرت طلبات ومواصفات الزوجة المثالية الجديدة حصلت على مبلغ كبير لسعيها في هذا المجال، بينما لا ترغب بعض الخاطبات في التعامل مع بعض النساء لعدة أسباب وهي كثرة إلحاحهن وأسئلتهن، كما أن بعض الراغبات في الزواج لا يدفعن المبالغ المستحقة عليهن، ولسن مثل الرجال في العطاء. متطفلات على الخطبة الخاطبة أم محمد، دخلت هذا المجال منذ قرابة عشرة أعوام، وتحدد بعض تفاصيله: «هو مجال متعب ويحتاج إلى قوة ومتانة في العلاقات الاجتماعية بين السيدات وخلال العامين 2005 و2006 كان إقبال السعوديين والخليجيين على الزواج لافتا للنظر ومشجعا كثيرا، خصوصا على زواج المسيار، حتى إن أغلب الموظفات في البنوك والمطلقات والأرامل تزوجن في تلك الفترة، تحديدا في العاصمة الرياض والخبر وجدة»، مضيفة: «الأمر الذي يزعج الخاطبة هو عدم جدية بعض الشباب ما جعل كثيرا من الخاطبات يستبعدن التعامل مع أي شاب، باستثناء أبناء الأثرياء في الخليج، وقد جرت العادة أن يتم التركيز على من هم فوق سن ال35 عاما، باعتبار أنهم جادون خصوصا من يتقاضون رواتب عالية في مختلف القطاعات». وأشارت أم محمد إلى تراجع الإقبال على زواج المسيار وغيره بسبب الأزمة المالية وحرص الرجال على أموالهم، وهذا أمر بدا واضحا الآن، وكذلك لكثرة من دخلن في عمل الخطبة وهن لا يعرفن شيئا وألحقن الضرر بنا نحن الخطابات القديمات في هذا المجال، معتمدات على وجودهن في الزواجات ومركزي المملكة والفيصلية للتعرف على الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج». الصغيرات يكرهن الخاطبات ومن جهة أخرى، توضح الخاطبة أم نواف أن هذا المجال مثل التجارة يحتاج إلى ذكاء وعلاقات ودبلوماسية في التعامل ولباقة وقبول من قبل النساء والرجال على حد سواء للخاطبة، فهي من تضع لنفسها مكانة وقيمة في المجتمع، خصوصا أننا نتعامل مع كل الأطياف، ولكن هناك دخيلات على هذا المجال من باب حب التعرف وسد الفراغ لديهن، وهناك من الخاطبات اللاتي يعملن ولكن مع ازدياد عددهن فضلت كثير منهن ترك هذا المجال؛ لأن المنافسة فيه تحتاج إلى معرفة وخبرة. وتستطرد أم نواف: «تغيرت نظرة المجتمع للخاطبة وأصبح أكثر من يتحدث إليها من المطلقات والأرامل والعوانس، أما الفتيات الصغيرات في العمر فيكرهن الخاطبات ولا يرغبن في التعامل معهن أيا كانت إحداهن»، ولفتت إلى أن أهم شيء يجب أن تهتم به الخاطبة هو العلاقات العامة القوية وكذلك السرية التامة، خصوصا مع الرجال؛ لأن الرجل متى انكشف أمره بأنه متزوج بالمسيار أو غيره يتراجع عن التعامل مع أي امرأة خوفا على حياته الأسرية من التفكك والانهيار، وهذا هو الشرط الأساسي لكثير من رجال الأعمال. وتشير إلى أن انتشار أرقام الخاطبات بين الرجال والنساء أمر مزعج: «يجب أن تملك الخاطبة أكثر من رقم وأن تتعامل بسرية تامة حتى تصبح مصدرا للثقة مع الراغبين في الزواج ويكونوا كرماء معها في إعطائها المبلغ المتفق عليه من خلال العثور على زوجات مناسبة لهم». وأكدت أنها في الفترة الماضية وقبل خسائر الأسهم والأزمة المالية كانت تتلقى اتصالات كثيرة من الرجال من الرياضوجدة والخبر وقطر ودبي، تتجاوز مئة اتصال قديما، أما في الوقت الحالي فلا تتجاوز عشرة اتصالات ونسبة الجدية في أمر الزواج لا تتجاوز 70 % في الوقت الحالي مقارنة مع ما مضى. رجال الأعمال يدفعون وتشير أم نواف إلى أن الفترة الماضية كانت كلها عبارة عن موسم مفتوح للزواج إلا أنه بعد تشديد عدد من السيدات على أزواجهن ومراقبة تصرفاتهم وكذلك الخسائر المالية التي لحقت بمعظم الشركات، أدى ذلك إلى تراجع زواج المسيار بشكل لافت، حتى إن بعض الخاطبات بعد أن كانت تتقاضى الواحدة منهن مبلغا يصل إلى 15 ألف ريال أصبحت الآن تبحث عن مبلغ لا يتجاوز ألفي ريال، باستثناء رجال الأعمال الذين تتعامل معهم بعض الخاطبات على مستوى الخليج فهم يدفعون مبالغ للخاطبة لا تقل عن 25 ألف ريال وتصل إلى 80 ألف ريال في بعض الأحيان حسب مكانة الشخص وقدرته المالية. وتضيف أن بعض السيدات يهددنها خصوصا المتزوجات من بعض المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، وقد تعرضت للتهديد أكثر من مرة وللضرب من قبل سيدة زوجت زوجها زواج مسيار في العام 2008 الأمر الذي جعلها تغير شقتها السكنية في شمال العاصمة الرياض خوفا على حياتها من تلك السيدة التي: «اكتشفت أمر زوجها وعرفت مقر سكنه مع زوجته الجديدة وهاجمته هناك وجعلته يطلق زوجته الجديدة ويعطيها رقم هاتفي وسألت عني حتى وصلت إلى مقر شقتي ولكن بفضل الله وعنايته أنقذني عدد من سكان البناية من بين أيديها وهددتني بالتشويه وأن تفسد حياتي كما أفسدت حياتها، على حد قولها». طلبات وتسوق كثير من جانب آخر، يقول أحد رجال الأعمال «تحتفظ شمس باسمه»: إن زواج المسيار كان عبارة عن ظاهرة وموضة انتهت بسبب خسائر الأسهم والأزمة المالية وكذلك طمع وجشع السيدات بشكل عام: «عندما تعلم الخاطبة أنك رجل أعمال تفكر أولا في كيفية الحصول على أكبر مبلغ منك، وكذلك ربطك بسيدة قد تكون متفقة معها في أمور كثيرة ولا تجد المواصفات التي ترغب فيها، وغير ذلك أن أكثر المقبلات على زواج المسيار طلباتهن كثيرة وزيارتهن للأسواق والتبضع أكثر، وهذا أمر يزعجني كثيرا، ويلعب الحظ دوره في هذا العملية، فهناك رجال أعمال يتزوجون من أجنبيات في الرياض من جنسيات عربية، ويستمر الزواج لمدة عام أو أكثر دون أي مشكلات، وهناك من يتزوج زواج المسيار ولا يكمل شهرين»، مضيفا: «بعض الخطابات يتحدثن في المجالس النسائية بأنها تعرف فلانا وأنها زارته في مقر الشركة وهذا أمر أدى إلى مشكلات كثيرة بين العديد من الأسر الغنية، ورجال الأعمال وزوجاتهم». ويوضح رجل الأعمال راكان بن خالد أن الرجل يجب أن يحافظ على السرية التامة وأن تكون هي شرطه الرئيس في مثل هذه الزيجات، وأن يكرم ويعطي الخاطبة مبلغا جيدا حتى تخلص وتبذل جهدا مضاعفا في توفير المواصفات التي يرغب فيها، ولكن طمع بعض السيدات أدى إلى أن يتزوج رجال الأعمال من خارج السعودية أو من مناطق خارج العاصمة الرياض، بسبب البعد عن بنات العاصمة ومدينة جدة، لأن بنات القرى وبعض المدن الصغيرة من المطلقات والأرامل أفضل في التعامل والعيش من النساء في الرياض، حيث أصاب كثيرا منهن الطمع والبحث عن المادة من وراء الرجل، وكذلك هناك سبب آخر، وهو البحث عن السرية التامة في مثل هذه المواضيع، خصوصا أن أي موضوع يتعلق بشخصية مهمة في المدن الرئيسية ينتشر بشكل سريع في الأوساط النسائية. ويشير الشاب أحمد العنزي إلى أنه يحاول أن يحصل على زوجة وأنه يملك وظيفة جيدة، إلا أن الخطابات يرغبن في رجل أعمال ويطلبن مبالغ مالية كبيرة، وهذا أمر مزعج للغاية حتى إن بعضهن لا يرغبن في التواصل أو الرد عندما تعرف أنك شاب لم تبلغ 25 عاما، وتعتبرك مراهقا غير جاد ويكثر سؤال الخاطبات عما إذا كنت متزوجا أم لا؟ ومن أين حصلت على الرقم؟ وأين مقر الشركة التي تعمل بها؟ وكم مرتبك؟ وغيرها من الأسئلة التي لا علاقة لها بالموضوع، وهي من باب التطفيش للشاب فلماذا يركزن على الكبار في السن أكثر؟! ولا ينظرن لنا نحن الشباب الذين نبحث عن زواج المسيار، خصوصا في ظل كثرة المغريات في هذا الوقت؟! .