الحضور المسرحي المكثف ل»أبي الفنون» في الطائف، انعكس إيجابا على صناعة اسم للمسرح السعودي بصفة عامة، وذلك من خلال مشاركات جمعية الثقافة والفنون بالطائف في أكثر من محفل عربي، وحضورها الطاغي في المهرجانات الدولية ساهم في إرساء قواعد مسرحنا المحلي لدى الإخوة العرب، وبناء على هذا الحضور الذي كان مقرونا بالنتائج الإيجابية تم ترشيح عدد من أعضاء المسرح في المدينة ذات الأجواء العليلة للانضمام إلى عدد من اللجان التحكيمية والتدريبية في عدد من الدول المهتمة بهذا النشاط الثقافي الإنساني، هذه الإنجازات التي تتحقق في الخارج لا تحظى بالدعم المحلي الكافي الذي من شأنه تعزيز ثقافة المسرح لدى الجمهور السعودي. ويجب استغلال كل المنجزات التي جاء آخرها تعيين المسرحي السعودي إبراهيم عسيري مديرا للهيئة الدولية للمسرح في السعودية، وإن جاء هذا الاعتراف متأخرا إلا أنه يأتي ليؤكد حسن العمل الذي يقوم به ال(قروب) الذي يعتبر أهمية خشبة المسرح بالنسبة له كأهمية الماء للأسماك. وأخيرا تكريم المؤلف المسرحي فهد ردة الحارثي تقديرا لمسيرته المسرحية وإسهاماته الأدبية والفنية في دعم الحركة المسرحية خليجيا وعربيا، حيث يعد الحارثي من الكتاب القليلين المرشحين الذين أثروا الحركة المسرحية العربية بالكثير من النصوص المسرحية التي ترجمت عروضا مسرحية على أرض الواقع، هذا بالإضافة إلى العديد من الأبحاث المسرحية والفنية، وتقديرا لمسيرته الأدبية والمسرحية الحافلة بالعطاء فقد حصل الحارثي على العديد من الجوائز في المهرجانات المسرحية المحلية والعربية، كان آخرها تكريمه في مهرجان قرطاج المسرحي بتونس كواحد من أفضل عشرة مؤلفين مسرحيين في العالم العربي، إضافة إلى تكريمه في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة والمهرجان المسرحي الرابع في السعودية. هذه الأدوار التي تحظى بدعم من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي طالب بتفعيل الدور المسرحي وتبنى دعمه المادي، خير محفز لجمعيات الثقافة والفنون في مختلف مناطق السعودية للسير بنفس الروح والتخطيط الذي تسير عليه جمعية الثقافة والفنون بالطائف.