أطلقت هيئة السياحة والآثار أمس شعارها الجديد «الصيفية.. فكر في السعودية» للفت أنظار المواطنين والمقيمين وتوجيههم صوب السياحة الداخلية، وهي تركز منذ سنوات على مناطق الجذب السياحي وتعمل على تعريف الناس بها بتنظيم المهرجانات والفعاليات مما يضمن تواصلهم معها واستفادتهم منها. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة، هناك عوامل تعوق نشاطها وتعرقل مشاريعها، بدءا من المستثمرين ورجال الأعمال مرورا بمقدمي الخدمات وانتهاء بالجهات الرسمية الأخرى التي يجب أن يتكامل دورها لدعم النشاط وتحويل البلد إلى عامل جذب للسياح من داخل السعودية وخارجها، خصوصا في مناطق المرتفعات التي تمتاز بجو بارد صيفا. لعل من أهم الإشكاليات التي تسهم في إعاقة خطط الهيئة وتضرب السياحة الانقطاعات المتوالية للتيار الكهربائي وكذلك المياه، وهو ما أساء كثيرا للسياحة في الطائف العام الماضي ودفع عشرات المستثمرين إلى الاعتراض عبر وثيقة وصلت إلى المسؤولين تشتكي من الانقطاعات المتوالية مما تسبب في ضرب الموسم السياحي بنسبة 60 % وتكبد المستثمرين خسائر فادحة بلغت 80 مليونا. جنوبا، وفي أبها على وجه التحديد تلعب الأسعار الملتهبة دورا في عزوف الكثيرين عن الاستمتاع بالطبيعة والأجواء الجميلة التي تمتاز بها نظرا لمغالاة أصحاب الشقق والفنادق والمتنزهات في الأسعار ورفعها لتصل إلى أرقام فلكية دون تدخل من الجهات المسؤولة التي تقع على عاتقها عملية ضبط الأسعار ومتابعتها، كما تبرز مشكلة أخرى تتعلق بغياب البرامج السياحية وسوء التنظيم وعدم شمولية الفعاليات لجميع أفراد الأسرة، مما يجعل الخيارات محدودة أحيانا. ما يجب على هيئة السياحة عمله هو التفكير جديا في إيجاد محفزات للسياحة الداخلية والضغط على المستثمرين وإلزامهم بخفض الأسعار والإعداد بشكل جيد للفعاليات وإلا سيجد السائح السعودي نفسه مضطرا إلى قضاء إجازته خارج البلاد، مستفيدا من الخدمات ووسائل الترفيه التي تقدم له، والعروض المغرية التي يتلقاها، فطريقة التعامل مع السائح يجب أن تتغير فهو لم يعد عملة قابلة للصرف في كل مكان حتى عندما يهم إلى دخول دورات المياه تفرض عليه «متنزهاتنا الجميلة» رسوما لذلك.