أكد عدد من الدعاة والمشايخ بمكة المكرمة أن تخصيص شهر رجب بالصيام وأداء مناسك العمرة من البدع، لافتين إلى أن النصوص والآثار التي وردت في ذلك ضعيفة. وأوضح أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحربي أنه لا يجوز تخصيص الأمكنة والأزمنة بلا نص صحيح، فمن يعتقد أن يوما من الأيام أو شهرا من الشهور فيه فضل زائد، فهذا لا يجوز، وذلك جاء في الحديث؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم»، ولذلك ليس لنا أن نخصص مكانا أو زمانا بعبادة مخصصة، مشيرا إلى أن شهر رجب وردت فيه بعض الآثار عن بعض السلف في فضله وفضل الصيام وأداء مناسك العمرة فيه، ولكن هذه النصوص ضعيفة. ويضيف الدكتور الحربي أن شهر رجب من الأشهر الأربعة الحرم، ولم يرد فيه شيء معين ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به في هذا الشهر في ال27 منه، مؤكدا أنه شهر لم يرد في نص من الكتاب أو السنة أن فيه فضلا زائدا أو أنه يستحب فيه الإكثار بعمل من الأعمال أو تخصيصه بعبادة من العبادات. ويوضح أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقا الدكتور أحمد بناني أنه لم يصح في فضل الصوم في رجب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه، وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم، مشيرا إلى أنه لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب؛ ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيصه بالعمرة واعتقاد أنها فيه لها فضل معين. وأشار بناني إلى أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة هو شهر رمضان المبارك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، أما تخصيص شهر رجب بصوم وعمرة فهذا من البدع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». يذكر أن هناك عددا من الطوائف تسير في مثل هذه الأيام حملات للعمرة من عدد من الدول، وذلك من أجل العمرة الرجبية، ولهم فيها بعض الطقوس والأدعية والاعتقادات الخاصة بهم.