أرجع عيسى عبدالوهاب بوقري أحد مؤسسي شركة «3Points» نجاحه في عمله وتميزه في إنتاجه السينمائي والدعائي، إلى عدة أسباب، منها الفشل الدراسي الذي لازمه من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثانوية العامة، وقدرة فريق العمل داخل الشركة على «توطين الإعلانات» بالتميز في طرح الفكرة التسويقية، وجعلها جاذبة للجمهور المستهدف. وقال بوقري ل «شمس» في حديث عن «مشوار» حياته: إن بدايات العمل الاستثماري في الغالب تكون صعبة، خاصة للشباب العصامي، لكن بالجد والاجتهاد والتخطيط السليم يمكن اجتياز الصعاب، وأنه استطاع الانتقال من حواري مكة إلى العالمية، وتطرق إلى أن دراسته بمدارس مكةالمكرمة الحكومية أكسبته خبرة واسعة في التعامل مع أطياف المجتمع، حيث درس الابتدائية في مدرسة الزهراء، بينما كانت دراسته المتوسطة بمدرسة الملك فيصل، والثانوية بمدرسة أنس بن مالك، ثم انتقل إلى دراسة اللغة الإنجليزية في أمريكا لمدة عام ونصف العام، لكنه لم يحالفه التوفيق هناك، فعاد للدراسة بجامعة الملك عبدالعزيز، التي استمرت لسنة ونصف. نقطة التحول ويشير إلى أن نقطة التحول في حياته كانت بعد العودة ثانية إلى أمريكا لإكمال دراسته، حيث أصر على النجاح وإكمال مسيرته التعليمية، وبالفعل تخرج في جامعة ميامي بمرتبة الشرف ليطلق ابتكاراته الإنتاجية والتسويقية في مجال الإعلانات التجارية والخدمية، ويبهر ملايين المشاهدين حول العالم. وأشار بوقري إلى أن شركة «بروكتر أند جامبل» كانت المنطلق الحقيقي للحياة العملية، حيث عمل بعد تخرجه مباشرة مساعدا لمدير التسويق، ثم مديرا للتسويق، واعتبر البوقري عمله في هذه الشركة بمثابة دراسة للماجستير بطريقة عملية، كما أن ذلك كان منطلقا للبدء عام 1998، في تأسيس شركة «3Points» مع مروان محمود قطب، حيث تواصل عمله في الإعلانات والإنتاج التليفزيوني، إلى أن حصدت شركته عددا من الجوائز المحلية والعالمية، أبرزها جائزة «Cannes Lions» التي تعتبرأوسكار الإعلانات. «هوس الطفولة صار واقعا» ويشير عيسى بوقري إلى أن عشق الإخراج بدأ منذ صغره، وأنتج أول فيلم قصير في ال 12 من عمره بمشاركة عدد من زملائه وصقل حبه للسينما بدورات متخصصة، وواصل الإنتاج الهادف من خلال عدد من الأفلام التي تعالج أوضاعا اجتماعية ودينية ووطنية، من أبرزها برنامج «رحلة» مع الشيخ حمزة. وأوضح بوقري أن أفضل ما أنتجه يتمثل في إعلانات ومقاطع «أقم صلاتك» بمشاركة مجموعة من الشباب، و «أكلك حلال» برعاية ودعم مجموعة عبداللطيف جميل، و «لا تجعله مطلوبا للعدالة» بالتعاون مع جمعية البر، وطالب البوقري التجار والموسرين ومحبي الخير دعم الإعلانات التوعوية الهادفة في توجيه المجتمع. وحول تذمر بعضهم من إعلانه الأخير حول «الأكل الحلال» أوضح أنه ربط بين الأبناء والآباء والأسرة والمجتمع من منطلق أن الفساد يتأثر به المجتمع المحيط، وضرب مثالا لذلك بما شوهد في كارثة جدة، حيث ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء، وبرر الربط بالطفل والأسرة، كون آكل الحرام يؤثر في الجميع، واستشهد بالآية الكريمة {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وهو ما يعني تأثير الفساد في الغير والمجتمع المحيط. حملات وبرامج لا تنسى أشار البوقري إلى وجود شخصيات مؤثرة في مسيرته العملية، ومنهم الشيخ صالح التركي ومحمد عطار وخالد باعشن وهيثم فاروق أخضر المسؤول عن أول مشروع لشركة «3Points» والدكتور سليمان موصلي، والهيئة العليا للسياحة، ممثلة في الأمير سلطان بن سلمان، وعن الحملات التي تظل عالقة في ذاكرته قال البوقري: حملة المكتب الاقتصادي التي كانت بعنوان «مشروعك الجديد قد يكون مؤلما» بجانب حملة «لا تجعله مطلوبا للعدالة» .