يبدو أن حمى «شاعر المليون» تضرب بقوة في أذهان الجميع، أينما تذهب وفي أي محفل شعري لا بد أن تسمع مطالبات بإجراء «تصويت» لمعرفة أي شاعر أحسن من الآخر! إحدى الشركات التجارية أرادت أن تدخل ضمن هذه الموجة بطريقة أو أخرى، فقامت بدعوة أربع شاعرات لأمسية شعبية، هن شيخة الجابري من الإمارات وهنادي الجودر من البحرين وتذكار الخثلان وعيون المها من المملكة، عندما عرفت شيخة الجابري ببعض ما يدور خلف الكواليس من إجراء تصويت وما إلى ذلك فضلت أن تنسحب بكل الأدب والوقار المعروف عن شيخة الجابري، حيث أجابت عندما سئلت عن سبب انسحابها بقولها «شعرت بتصرفات غير طبيعية من قبل الجهة المنظمة»، الخثلان تقول إنها ندمت لأنها لم تسمع نصيحة شيخة الجابري بعدم المشاركة، قيل للشاعرات إن قيمة مشاركتهن في الأمسية خمسة آلاف ريال عدا ونقدا، لكنهن بالأخير لم يستلمن سوى نصف المبلغ الذي رمته تذكار من شدة غضبها مما حصل أثناء الأمسية مطالبة فقط بقيمة تذاكر السفر، ما أغضب مندوب الشركة فرد عليها غاضبا «خذي قيمة التذاكر من الفلوس اللي رميتيها»، بدأت شرارة الخلافات والفوضى عندما تم توزيع أوراق على حضور الأمسية من النساء لاختيار أفضل شاعرة من الشاعرات اللاتي أمامهن «هنادي، تذكار، عيون المها»، لمنحها «سيف القصيد» من قبل الشركة التجارية المنظمة، ورغم أن الحاضرات لم يتجاوز عددهن أصابع اليد أو أكثر بقليل لكي لا نظلم أحدا، إلا أنه بمجرد البدء في مسألة التصويت توتر الجو، خصوصا بين الشاعرتين السعوديتين، إذ إن هنادي لم يكن يعنيها الأمر لا من بعيد ولا من قريب، بل إنها أعلنت ذلك، وبعد أن تم جمع الأوراق، حصلت ضوضاء وفوضى تم خلالها إعلان فوز الشاعرة عيون المها بفارق عشرة أصوات لتحتج الشاعرة تذكار الخثلان التي تؤكد أنها الفائزة الحقيقية بفارق صوتين بشهادة عريفة الأمسية التي تقول إنها أعلنت ذلك في حفل العشاء، عيون المها منذ أن تسلمت سيف القصيد اختفت عن الأنظار ولم تعلق على أي شيء مما حدث، تذكار الخثلان تؤكد أن ما حدث خلف الكواليس من تلاعب بالتصويت هو سبب حرمانها من سيف القصيد، هنادي الجودر أكدت سوء التعامل من قبل صاحب الشركة المنظمة وأنه تعامل بطريقة فظة أثناء حديثه مع الشاعرة تذكار الخثلان.