يقول صديقي.. زيدان يعامل كرة القدم كما لو أنه فنان.. كان وصفه واقعيا.. وكان زيدان قبطانا حقيقيا ذلك أنه يقود اللاعبين العشرة الآخرين إلى حيث يريد ويقرر.. وكان العابث الأول بالخصوم الساحر الأول في هذه اللعبة.. عندما أشاهد الكرة بين أقدامه كنت أنسى وأترك كل شيء.. وأستمتع فقط بالعرض المسرحي الفني الذي كان يؤديه ببطولة أحادية! قبل أربعة أعوام من الآن.. هز زيدان بنطحته الشهيرة كل القارات.. المحطات.. وكل القلوب.. حدث فريد من نوعه وحجمه.. وغريب جدا! وقد بحثت حينئذ مبررا جيدا لفعلته.. فتارة أقول.. إن صلعة الأسطورة ممغنطة.. وصدر ماتيرازي كتلة حديد! وتارة أتوقع عمدا أن كل ما حدث كان فاصلا إعلانيا.. ولكن ما لبث الحكم هوراسيو إيليزوندو طويلا فأكد المصيبة.. وأخرج البطاقة الحمراء في وجه زيزو.. ووجه كل الفرنسيين.. وابقى قابلني لو لمست الكأس يا دومينيك.. كان هذا لسان حال فرنسا بعد الطرد! وكل شيء في المشهد كان عظيما.. أو أصبح عظيما.. البطاقة الحمراء فاقت شهرتها كثيرا من الأحداث المهمة في الأرض.. اسم ماتيرازي دخل مسيرة زيدان ويكون بذلك قد حقق أقصى ما يتمناه لاعب بحجمه وبإمكانياته المش كويسة.. أما الحكم فقد اعتزل صافرته.. ويقال إنه تقلد منصبا قياديا في اتحاد شؤون الرياضة الأرجنتينية! وكان لتلك النطحة.. اليد الطولى.. في إنهاء انتهاكات زيدان بحق العظمة والسيادة البرازيلية.. فإن سمعت أذن برازيلية اسم زيدان.. ستبدأ الجلسة.. وتعتدي المطرقة على الطاولة.. فتحضر أفعاله في الذاكرة.. وتبرز هويتها.. مرة واثنتين وثلاثا! وتأخذ أفعاله تحكي عن المغامرات المثيرة.. والمشاريع الكبيرة.. والإشارات والأرصفة والطرق السريعة.. ونفق روبيرتو كارلوس.. الذي بناه زيدان وحده في نهائي مونديال 98! نفتقد زيدان.. الكرة تفتقد زيدان.. الملاعب تفتقد زيدان.. والشاشات أيضا.. والمونديال!