تسبب الانقطاع اليومي المتكرر للتيار الكهربائي عن عدد من الأحياء في منطقة حائل في حالة من السخط وسط السكان الذين توجهوا بشكوى جماعية إلى شركة الكهرباء محتجين على هذه الانقطاعات التي شملت أحياء أجا والمنتزة والبادية والوسيطاء في فترات الظهيرة وساعات الليل المتأخرة وهي الأوقات التي يكون فيها الاحتياج للكهرباء على أشده. وذكر السكان أن انقطاع التيار الكهربائي في تلك الأوقات كان مصدرا للقلق خصوصا أن فترة الظهيرة ترتفع فيها درجات الحرارة كثيرا ويحتاجون إلى تشغيل مكيفات الهواء، أما في الفترات المسائية فيعانون من أجل الخلود للراحة والنوم وسط الحرارة المرتفعة لمنازلهم وهو ما دفع بعضهم إلى اللجوء إلى أسطح المنازل بحثا عن نسمة باردة تجعلهم يستسلمون للنوم، فيما فضل آخرون الذهاب والمبيت في الأودية القريبة من المدينة هروبا من حر الصيف اللاهب وهي عملية مرهقة خاصة مع وجود عائلات وأطفال. النوم في الأسطح وأشار عادل التميمي «من سكان حي أجا» إلى أن الانقطاع بات بشكل يومي في فترة الظهيرة، حيث تشهد المدينة درجات الحرارة التي وصلت مستويات قياسية لم تعهدها من قبل، فطوال الأسبوعين الماضيين تجاوزت درجة الحرارة 45 درجة مئوية وخصوصا من الساعة 11 صباحا وحتى السادسة مساء وهي الفترة التي تشهد انقطاعا للتيار الكهربائي. وأضاف « لم يقتصر الأمر على تعرضنا للإجهاد بسبب ارتفاع درجة الحرارة وعدم توفر الماء البارد بل طالت الخسائر بعض الأجهزة الكهربائية التي احترقت مثل الثلاجات والمكيفات وبرادات المياه نظرا إلى شدة التيار الكهربائي عند عودته». وطالب التميمي من المسؤولين في شركة الكهرباء معالجة مشكلة انشغال الرقم المجاني للشكاوي، حيث أصبح الوصول إليه أمرا في غاية الصعوبة. خسائر ومكاسب أصحاب المنازل لم يكونوا المتضررين الوحيدين من هذا الانقطاع، فهناك أصحاب المتاجر خصوصا محال التموينات الذين اشتكوا من تعرضهم لخسائر كبيرة نظرا إلى فساد بضائعهم خصوصا المجمدة. وقال أبو الخير «عامل بقالة» إن المواد الغذائية المجمدة كاللحوم والدجاج وغيرها تفسد لطول انقطاع التيار الكهربائي، فبمجرد ذوبانها لن تعود صالحة لإعادة التجميد مرة أخرى، وبالتالي تصبح تالفة وهم يتحملون خسائرها. ولم يكن انقطاع التيار الكهربائي في حائل كله خسائر على السكان، فهناك فئة أخرى على وجه الخصوص استفادت وهم باعة المولدات الكهربائية الذين وجدوا إقبالا كبيرا من السكان الذين يستعينون بتلك المولدات لإنتاج الطاقة الكهربائية الكفيلة بتشغيل أجهزة التكييف الصحراوية وإنارة بعض أجزاء منازلهم لحين عودة التيار الكهربائي. مصادر في شركة الكهرباء أكدت ل«شمس» أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي سببها خروج بعض المولدات عن العمل بسبب الحمل الزائد. وأضاف المصدر أنه جارٍ العمل على إصلاح تلك المولدات وتوفير مزيد من الدعم لها، بالإضافة إلى تركيب مولدات جديدة تستوعب الطلب المتزايد نظرا إلى الارتفاع في عدد السكان في المنطقة خصوصا مع زيادة معدلات الهجرة من القرى، بالإضافة إلى توافد أكثر من 500 عائلة من منسوبي الجامعة الذين قدموا للعمل والدراسة فيها.