في واحدة من أكثر مباريات دور المجموعات في كأس العالم قوة، يلتقي المنتخب البرتغالي مع نظيره ساحل العاج اليوم لحساب المجموعة السابعة التي تشهد فور نهاية ذلك اللقاء، مواجهة يغيب عنها التكافؤ عندما يلعب منتخب البرازيل مع كوريا الشمالية، ويسبق تلك المباراتين، اللقاء الأضعف ربما في الدور الأول حينما تلعب سلوفاكيا مع نيوزلندا، وفي مفارقة غريبة ستكون كافة مواجهات اليوم هي الأولى على الإطلاق بين المنتخبات؛ حيث لم تتواجه مسبقا سواء في بطولة دولية أو مباراة ودية. البرتغال × ساحل العاج يسعى مدرب المنتخب البرتغالي كارلس كيروش إلى وضع حد للنتائج السلبية منذ أن ترأس الجهاز الفني في 2008 خلفا للبرازيلي لويس فيلبي سكولاري، من خلال الفوز في أولى مبارياته في البطولة على أكثر المنتخبات الإفريقية قوة ساحل العاج. وجاء تأهل البرتغال إلى نهائيات كأس العالم بشق الأنفس؛ حيث أجبرت على خوض الملحق الأوروبي، بعد أن سمحت لصربيا في الحلول بالمركز الأول، وجاءت هي ثانية ومن خلفها السويد. ويعتبر الكثيرون أن البرتغال تعتمد على لاعب واحد هو كريستيانو رونالدو دون غيره، ولهذا تغيب عنهم الجماعية في الأداء، حيث يحاول كافة اللاعبين تمرير الكرة لأفضل لاعب في العالم الموسم قبل الماضي في انتظار ما سيقوم به. ولم تتغير عناصر المنتخب البرتغالي كثيرا عن مونديال 2006 باستثناء اعتزال بعض الأسماء يأتي في مقدمتها لويس فيجو، حيث يتسلح الجيل الحالي الذي يعد الأفضل على الكرة البرتغالية بالخبرة، نظرا إلى تواجد أسماء مثل ريكاردو كارفاليو وأندرسون ديكو وسيماو لعبوا في المونديال الماضي وخاضوا أكثر من تجربة في دوريات أوروبية عدة. وعلى الجهة الأخرى يسعى منتخب ساحل العاج إلى تحقيق ثاني فوز لصالح الكرة الإفريقية بعد انتصار غانا أمس الأول على صربيا بهدف دون مقابل، إلا أن مهمته لن تكون سهلة مع المنتخب الملقب ب«برازيل أوروبا». ويبرز في تشكيلة ساحل العاج المهاجم ديديه دروجبا الذي تبدو مشاركته صعبة للغاية بسبب الكسر الذي تعرض له في ذراعه وعدم انخراطه في التدريبات الأخيرة استعدادا لمواجهة اليوم، بخلاف رفض الاتحاد الدولي «فيفا» خوض اللاعب المباراة بالجبيرة خوفا على سلامة أفراد المنتخب المنافس. وعلى الرغم من أن ساحل العاج تعتبر صاحبة أقوى منتخب إفريقي لما تملكه من أسماء رنانة منها الشقيقان كولو ويايا توريه، ولاعب ليون الفرنسي كيتا والمهاجم سالمون كالو، إضافة إلى دروجبا إلا أن أداءه غير مستقر ولا يقدم مردودا جيدا في بعض مبارياته، بخلاف حظه السيئ في قرعة البطولة بعدما وقع في النسخة الماضية بمجموعة ضمت هولندا والأرجنتين وصربيا، والآن يتحتم عليه منافسة البرتغال والبرازيل على بطاقتي الصعود إلى المرحلة المقبلة. البرازيل × كوريا الشمالية رغم المقولة التي تترد بصورة دائمة بأن كافة منتخبات كأس العالم قوية ولا يوجد فروقات عدة بين ال32 منتخبا، إلا أن ذلك الأمر لن يكون متواجدا عندما يلعب المنتخب البرازيلي حامل الرقم القياسي في عدد مرات ربح البطولة «خمس مرات» مع كوريا الشمالية التي تشارك في ثاني مونديال. وتعد هذه المواجهة مشابهة لما حدث في كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان، عندما لعبت البرازيل أيضا مع منتخب الصين، واكتفت بهز شباكه في أربع مناسبات، هدأت بعدها وبدأ لاعبوها في استعراض مهاراتهم وإمتاع الجماهير ببعض لمساتهم الفنية الساحرة إلى حين إطلاق الحكم صافرته. ومن الوارد، أن تشهد المباراة أكبر حالة فوز في مونديال 2010، في حال سجل منتخب البرازيل أكثر من أربعة أهداف في شباك خصمهم، ولو أن راقصي السامبا مع المدرب كارلس دونجا، لا يحققون نتائج كبيرة ويقتنعون بالنقاط الثلاث دون النظر إلى المستوى أو عدد الأهداف المسجلة. وسيكون طموح لاعبي كوريا الشمالية الخروج بأقل عدد ممكن من الأهداف، لاقتناعهم التام بقوة منافسهم، وعدم قدرتهم على مجاراة النسق الذي سيلعب فيه، وهو الأمر الذي أكده رئيس ال«فيفا» جوسيف بلاتر بعدما قال إنه تمنى لو وقعت كوريا الشمالية في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات إيطاليا وسلوفاكيا ونيوزلندا، لعلمه أن ذلك المنتخب المغمور سيكون الحمل ثقيلا عليه عندما يلعب مع البرازيل ومن ثم البرتغال وساحل العاج. ولن يضع مدرب البرازيل كارلس دونجا أي مجال للتهاون بخصمه وسيبدأ اللقاء بأقوى تشكيلة لديه، لرغبته في سد كل الأبواب التي قد تؤدي لحدوث واحدة من أكبر مفاجآت البطولة التي بدأت قبل 80 عاما، وستكون أسماء ريكاردو كاكا وروبينيهو وخوليو سيزار حاضرة لا محالة.