طالب الرئيس التنفيذي لشركة «أريكل» علي بن صالح العثيم أقرانه من شباب الأعمال، بعدم استعجال النجاح، مرجعا فشل الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى الاستعجال وضعف التأهيل وقلة خبرة أصحابها، وطالب العثيم بصفته عضوا بلجنة الأعمال السعودية، غرفة الرياض بتبني مبادرات لتدريب شباب وشابات الأعمال على النواحي الاستثمارية من خلال برامج وورش عمل تؤهلهم لقيادة العمل التجاري والاستثماري مستقبلا، لأهمية التدريب المتخصص واكتساب الخبرات، مستشهدا بتدريبه المتواصل في «ميرل لنش» الذي أهله لموقعه الحالي. التدريب والتخصص مؤثران واعتبر العثيم أن تخصصه في الإدارة المالية من جامعة الملك سعود ومواصلة تدريبه في هذا المجال وفرا له مناخا مميزا للنجاح، إضافة إلى كونه ينتمي لعائله تجارية ترجع جذورها إلى مدينة القصيم وتشتهر بالنشاط التجاري الواسع وتمتلك مؤسسات عملاقة في قطاعات حيوية كتجارة التجزئة وصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات وغيرها، وبين أنه تلقى تعليمه الأولي بمدارس الرياض قبل أن يلتحق بجامعة الملك سعود ليحصل منها على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال تخصص الإدارة المالية عام 1996، وبين أنه تلقى تدريبا مكثفا في الاستثمار العالمي من «ميريل لنش» بالمملكة المتحدة، وتدريبا على البرامج الخاصة بتداول الأسهم والتحليل الفني إضافة إلى اجتيازه العديد من الدورات المتقدمة في الإدارة العليا بأمريكا. مرحلة التأسيس انتقل علي العثيم من مرحلة التدريب واكتساب الخبرات إلى مرحلة الانطلاقة حيث أسس «مجموعة أريكل» لتعمل ذراعا استثمارية عائلية لاستثمار الفوائض المالية في أسواق المال المحلية والعالمية والاستثمار المباشر في العديد من القطاعات المختلفة: «انتمائي إلى عائلة ذات نشاط تجاري، أتاح لي الفرصة في سن مبكرة للانخراط في العمل وتحمل المسؤولية، فانصب كل تركيزي في هذا الاتجاه وجعلني أستشعر قيمة العمل وأهميته، فاكتسبت خبرات ومهارات متعددة كالقيادة والإدارة واتخاذ القرار وكيفية التعاطي مع المنافسة وغيرها، وكل ذلك شكل مبكرا ملامحي كرجل أعمال يتطلع لبناء منظومة اقتصادية مستقلة على أساس ما اكتسبه من خبرات صقلها بالتعليم والدورات المتواصلة». الأسواق المالية وبين العثيم أن النشاط الرئيسى الذي يعمل فيه هو الاستثمار في الأسواق المالية المحلية والعالمية: «هذا المجال كان نقطة انطلاقي لتأسيس عدة كيانات اقتصادية وطنية تستثمر في عدة قطاعات كقطاع التطوير العقاري وقطاع الاتصالات الإعلامية والتسويقية وقطاع إدارة الفعاليات المحلية والدولية وقطاع الخدمات الهندسية وقطاع تجارة التجزئة، وذلك يعود إلى خلفيتي الدراسية المالية التي ساعدتني كثيرا في قيادة هذه الكيانات الاقتصادية على أسس علمية سليمة فتخصصي الجامعي في الإدارة المالية ثم الدورات التدريبية التخصصية والمتقدمة التي حصلت عليها في الاستثمار العالمي وفي القيادة والإدارة وغيرها، كل ذلك ساعدني كثيرا». دورات تدريبية وطالب علي العثيم غرفة الرياض باستكمال دورها الريادي بتبني شباب الأعمال بتنظيم دورات متخصصة وورش عمل وتأهيل استثماري وتجاري وصناعي لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشدد على أهمية تبني هذه الفئة التي لا تمتلك الخبرة والدراية الكافية: «علاقتي بالغرفة التجارية علاقة متميزة فهي لا تألو جهدا في دعم قطاع الأعمال بوجه عام وشباب الأعمال بوجه خاص، إذ أنشأت مركزا لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة يقدم دعما إرشاديا ومعرفيا لهذا القطاع الحيوي الهام، كما أنشأت مركزا لشباب الأعمال بالإضافة إلى أنها قامت بتأسيس لجنة شباب الأعمال لإقرار البرامج والأنشطة والفعاليات الخاصة بتحفيز روح المبادرة وترسيخ ثقافة العمل الحر لدى الشباب، وكذلك العمل على تذليل العقبات التي قد تواجههم في بداية طريقهم». واقترح أن تقوم الغرفة بإنشاء ذراع تدريبية تخصص لتدريب الشباب على المهارات الأساسية لقطاع الأعمال كمبادئ الإدارة ومبادئ المحاسبة المالية ومبادئ التسويق وغيرها والذي من شأنه أن يؤهل الشباب لخوض غمار العمل الحر مسلحين بمفاهيم وأسس سليمة. الخبرات والتأهيل وحول المشاركات العالمية في المؤتمرات الاستثمارية والتدريبية وورش العمل المتخصصة في مختلف دول العالم، شدد العثيم على أنه حريص كل الحرص على المشاركة في برامج ومنتديات دولية فهي إضافة حقيقية في اكتساب خبرات متنوعة واتساع الأفق والمدارك من خلال التعرف على ثقافات وحضارات مختلفة الأنماط: «آخر منتدى دولي شاركت فيه منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي بمدينة شيكاغو الأمريكية مع وفد من شباب الأعمال السعوديين، بالإضافة إلى المشاركة في وفد تجاري من شباب الأعمال إلى فرنسا، وأقترح ضرورة توجيه الدعوة بشكل دائم للجنة الوطنية لشباب الأعمال لتشكيل وفد يشارك في جميع لقاءات ومنتديات الأعمال الدولية التي تشارك فيها المملكة خارجيا لأن ذلك من شأنه إكساب شباب الأعمال خبرات فريدة إضافة إلى تفعيل مشاركتهم في مسيرة التنمية المنشودة». مواجهة الأزمات وطالب أقرانه من شباب وشابات الأعمال بعدم التأثر بالمحبطات التي يواجهونها في بداياتهم في الجوانب التجارية والاستثمارية: «معظم الأعمال الحرة تتعرض لمحطات تعثر خاصة في البدايات، وأطالب الشباب بعدم التركيز على الفشل وتجنبه، بقدر التركيز على استحضار روح الإرادة والعزيمة الضرورية للتغلب عليه وتحويله إلى انطلاقة نجاح، إذ إنني استطعت تجاوز تلك المرحلة من خلال الرؤية الواضحة والأهداف المحددة التي يشاركني فيها جميع من يعملون معي، ثم التخطيط الدقيق والسليم، والأهم هو العمل على إطلاق طاقات وقدرات الموارد البشرية باستمرار» .