أصبح تنظيم مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض الأمريكي، تقليدا معتادا بدأ قبل ثمانية أعوام. وانضم إلى الرئيس باراك أوباما في رمضان الماضي، أعضاء مجلس وزرائه، ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في واشنطن وأعضاء الكونجرس بمن فيهم النائبان المسلمان: كيث إليسون عن ولاية منيسوتا، وأندريه كارسون عن ولاية إنديانا، وهما أول مسلمين يتم انتخابهما في الكونجرس الأمريكي. عندما تولى الرئيس أوباما مقاليد الحكم العام الماضي، أكد أنه يسعى لفتح صفحة جديدة مع المسلمين في العالم قاطبة، وإنشاء علاقة «ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتستند إلى حقيقة أن أمريكا والإسلام ليسا فريقين منعزلين ولا يوجد تنافس بينهما». وقد رددت وزير الخارجية هيلاري كلينتون التزام أوباما هذا في 26 يونيو الماضي، وعينت فرح بانديث ممثلة خاصة للحكومة لدى الجاليات المسلمة. وكلفت بانديث بتنفيذ مساعي ومبادرات الحكومة الأمريكية بالتواصل والتعامل مع المسلمين حول العالم على المستوى الشخصي أو على صعيد المنظمات. وللمرة الثانية في التاريخ الأمريكي ينضم نائب مسلم إلى الكونجرس، وذلك بعدما اختار الناخبون في ولاية إنديانا، أندريه كارسون ليخلف جدته جوليا كارسون، التي شغر مقعدها في مجلس النواب بسبب وفاتها في ديسمبر 2008. وقضى كارسون، وهو ديمقراطي، بقية ولاية جدته بعد حصوله على 54 % من أصوات الناخبين في انتخابات خاصة، أطاح فيها بالجمهوري جون إلرود 43 %. وكارسون الحفيد، 33 عاما، عضو في المجلس المحلي في إنديانابوليس، واعتنق الإسلام منذ عشرة أعوام، ليصبح بذلك ثاني مسلم يتم انتخابه في التاريخ الأمريكي بعد النائب الديمقراطي كيث إليسون من مينيسوتا الذي أدى قسمه على القرآن الكريم، ليكون أول نائب مسلم في تاريخ الكونجرس الأمريكي. واستخدم إليسون، وهو محام، 43 عاما، في أداء قَسَمه نسخة من القرآن الكريم موجودة في مكتبة الكونجرس. ولا تشترط القوانين الأمريكية أن يقوم النائب بأداء قسمه على أي كتاب مقدس، إلا أن إليسون أصر على أن يؤدي قَسَمه على القرآن الكريم. وكشف أندريه كارسون في لقاء نشره موقع «بي بي سي» أن العديد من «الخطوات الصحيحة» اتخذت بعد إلقاء الرئيس أوباما خطابه الموجه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة قبل عام واحد. وأضاف: «هناك المزيد من الخطوات التي يجب اتخاذها، خاصة فيما يتعلق بالمسلمين داخل أمريكا». لكنه ركز على ألا يعتمد المسلمون فقط على أعضاء البرلمان لحل مشكلاتهم. وأمام المسلمين فرصة الآن لمكافحة الإرهاب وإظهار الصورة الحقيقية لعظمة الإسلام عبر التعاون مع الآخرين. وردا على سؤال عن سبب اعتناقه للإسلام، أوضح كارسون: «عرفت الإسلام عندما رأيت المسلمين في مجتمعي يكافحون تجار المخدرات والجرائم والدعارة. جذبني هذا النوع من الكفاح والنشاط في المجتمع، ونحن بحاجة إلى هذا الالتزام اليوم». ويرى كارسون أن الوقت حان «لتوسيع آفاق تفكيرنا بصفتنا مسلمين أمريكيين، والمشاركة الأكبر في العمل السياسي». وقال: «نحن بحاجة إلى رؤساء بلديات مسلمين وأعضاء مسلمين في الكونجرس ومجلس الشيوخ»، وتساءل: «لماذا لا نرى مسلمة رئيسة لأمريكا؟ هذا حلم كبير وأعتقد أنه ممكن» .