تمثل الأودية المنتشرة في المنطقة الجنوبية إحدى الوجهات السياحية الهامة التي تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية بالمملكة، حيث توفر تلك الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية، حيث نجد الكثير من الأسر والمجموعات السياحية تقوم بزيارة الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاريها، وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة ومياه جارية وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي، حيث يمثل التداخل بين الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف المكان. ومن أبرز سمات الأودية أيضا انتشارها في مختلف المناطق حيث يسهم في تشجيع حركة السياحة من أجل الإطلاع وحب المغامرة وسط معالم طبيعية فريدة. مياه جارية ومن أشهر هذه الأودية وادي قنونا الذي يعد واحدا من أكبر الاودية في جنوب غرب المملكة، حيث يبلغ اجمالي طوله حوالي 108 كيلو مترات ويقع في العرضية الشمالية التابعة لمحافظة القنفذة. تبدأ روافد هذا الوادي من اعالي جبال السروات وجبال الحجاز من بلاد العوامر جنوب غرب وادي العشر إلى بلاد بني المنتشر ويتجه في جريانه منحدرا نحو الغرب باتجاه مدينة القنفذة، حيث يعد من أكبر أودية تهامة. ويمتاز هذا الوادي بغزارة مياهه وعذوبتها وبكثرة بساتينه وتنوع محاصيله الزراعية التي منها القمح والدخن والسمسم والتي كانت تنتج بكميات تجارية سابقة ويشتهر بزراعة النخيل. «المدينة» رصدت آراء عدد من الأهالي يتحدثون عن روعة المكان وسحر الطبيعة ويناشدون جهات الاختصاص بإلقاء الضوء على تلك المناطق الجذابة التي تثري السياحة في المملكة كما ناشدوا الجهات المعنية بتوفير الخدمات. طبيعة ساحرة حيث أفاد ناصر العمري ان المناطق الساحلية من المنطقة الجنوبية وخصوصا في تهامة الباحة وما جاورها تزحر بالعديد من الأماكن والمواقع السياحية وذلك بحكم موقعها الذي أعطاها مكانة وقبلة للسياح حيث تعتبر الاودية من المعالم السياحية في المنطقة. ويشير الرحال منصور الغامدي ان هذا الوادي يزخر بطبيعة ساحرة ويعتبر وادي قنونا من الاودية الجميلة التي تجذب كل الزوار إليها بجمالها ورونقها الجميل، وما لها من مناظر خلابة جميلة تريح النفس وتزيل الملل وخاصة من الأعمال الروتينية.. وتكثر في الوادي المياه الجارية على مدار السنة، ولكن كثير من السياح لا يعلمون عن هذا الوادي وطبيعته فالكثير لا يعلم اين يقع وتمنى من الهيئة العليا للسياحة التوجيه بإرسال فريق من الهيئة مع مرافقة إعلامية لتصوير هذا الوادي الممتد لاكثر من مائة كم والمياه لا تنقطع عنه وتوثيقه وتهيأته للزوار والسياح وكذلك الاستفادة منه في كثير من النواحي. خدمات سياحية ويقول ابراهيم محمد أن هناك اهتمام بالمواقع السياحية التي يرتادها الزوار إلا أن السياحة في هذا الوادي ما زالت تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، حيث أن معظم المناطق والمواقع السياحية تفتقد إلى وجود الخدمات والمرافق الأخرى التي تخدم السائح مثل دورات المياه والاستراحات والمحلات التموينية التي تمكن السائح من الحصول على مستلزماته التي يحتاجها. كما أن صعوبة الوصول إلى بعض المواقع السياحية يعد عائقا وذلك لوعورة الطريق، فالطرق غير معبدة ومتأثرة جراء الأودية.