تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    فصل التوائم.. أطفال سفراء    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين الشريفين لأحمد الجارالله: المملكة محمية والأشرار سيُهزمون زمراً كانوا أو حكومات
نشر في شبرقة يوم 26 - 12 - 2009

ما يربطنا بالكويت وأهلها وبيت الحكم فيها أخوي وعميق وهو مثال حقيقي على الترابط والتعاون بين الأشقاء
لقد أدار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أعمال القمة بحنكة وحكمة بالغتين ووجدنا لديه كل المشاعر الطيبة
دول التعاون "الخليجي" الست مهمة على كل الصعد وموعد شعوبها مع التطور يجب أن يأخذ منحى سريعاً جداً فالزمن لا يرحم
شددت كثيراً في القمة على التضامن وما في قلبي قلته على لساني فالقيادة عبء وأمانة ولعل الله ينير طريقنا
دولنا تمتلك ثقافة وحضارة دينية إنسانية عظيمة وقوة اقتصادية كبيرة وهي قادرة على مسايرة تطورات العصر
رغباتي لا تخرج عن رغبات الناس الذين تابعوا جلسات القمة الأخيرة اسألهم ماذا يريدون تعرف ماذا أريد فأنا واحد منهم
أريد مجلس دول التعاون قوة واحدة قادرة وفاعلة بمسار واحد يهابها القاصي قبل الداني
العالم من حولنا مضطرب فإذا لم نتضامن سنكون لقمة سائغة للطامعين أو سنخضع لشروط أجندات بعض القوى
شعرنا بالرضا والتضامن عندما أعلن القادة الخليجيون وبكل صراحة دعمهم الكامل للمملكة في مواجهة المتسللين على حدودنا
تعليماتي كانت واضحة وصريحة لجيشنا الباسل : أن تكون حدود تحركه أرض المملكة وألا يدخل الأراضي اليمنية
ستبقى المملكة أرض الصلاح والإيمان محمية بمشيئة الله ثم بالجيش السعودي الباسل حامي حمى وطنه وشعبه
من يبيعون دينهم وأوطانهم من أجل حفنة مال أو لتحقيق أوهام في أذهانهم سيكون مصيرهم الخسران والهزيمة
الزمرة المعتدية عرفت أن المملكة عصية على غير أهلها كائنا من كانوا ومهما كبرت قوتهم فالله نصرنا عليهم
صناديقنا السيادية لم تتأثر بالأزمة المالية واقتصادنا نشط في القطاعين العام والخاص وهناك إقبال خارجي على الاستثمار في المملكة
توقعنا في بداية العام أن تتراوح أسعار النفط ما بين 75 و80 دولاراً للبرميل وهاهي الأسعار تتوافق مع توقعاتنا
كتب - أحمد الجارالله :
همه الاول خير الامة وتعاضدها, ولذلك فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لا يحتاج الى كثير عناء حتى يعبر عما يجول في خاطره فهو يقول دائما" إن ما في قلبي على لساني", ولهذا حين يتحدث عن التضامن بين دول الخليج فإنه يحض على العمل من اجل التوصل الى نهج وحدوي لدول مجلس التعاون, ويطمح ان يكون هذا المجلس افضل من الاتحاد الاوروبي. وهو اذ يثمن عاليا الحفاوة والاستقبال الذي لاقاه قادة "التعاون" في الكويت من صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد, فإنه يتحدث بحميمية عن العلاقات التاريخية بين المملكة ودولة الكويت.
الملك عبدالله يعمل في سبيل ارضاء ربه, وهو لا يتوانى في المبادرة الى كل ما فيه خير شعبه, وخير دول الخليج والعالمين العربي والاسلامي, فيشدد على ضرورة الاستفادة عربيا من التجربة الخليجية في التعاضد والتضامن, ويأمل أن تنضج أكثر.
لقد كانت تعليمات الملك عبدالله واضحة الى الجيش السعودي في الذود عن أرض المملكة لمواجهة المتسللين الى ارض الرسالة المحمدية لتحقيق غايات شريرة يعرفها العالم كله, وهو امر الجيش بالتصدي لهذا التسلل من دون الدخول الى الاراضي اليمنية.
واذا كان ينظر الى القمة الخليجية الاخيرة, بعين الرضا والاطمئنان الى ما تحقق الا انه يشدد على ضرورة ان تستمر الانجازات على صعيد دول المجلس ككل ليكون القادة"بحجم الامانة التي يحملونها", وهو لا يقصر الامر على دول "التعاون" اذ انه ينظر الى عالم عربي منسجم ومتفاهم لا يوجد فيه ما يعكر استقراره, ويشدد على ان الحوار الصادق هو السبيل الوحيد للعرب والمسلمين لازالة كل سوء فهم بينهم رغم ان هناك من يقابل الحوار بالاستفزاز واثارة القلاقل.
خادم الحرمين الشريفين حليم اذا غضب, يوجه غضبه بحكمة الى الاصلاح ولذلك فهو يقول عن ذيول ما حدث في جدة إنه مناسبة لاعادة النظر في البنية التحتية, ليس في جدة وحدها , بل في مدن سعودية كثيرة, ويؤكد ان لا تهاون مع اي مقصر, ولا تراجع عن تكريم المجتهد.
التفاؤل السمة الابرز في حديث خادم الحرمين, وهو ينظر الى المستقبل بكثير من الامل في تحقيق الانجازات التي تخدم شعوب الخليج, كما انه يؤكد ان الوضع الاقتصادي السعودي خصوصا والخليجي عموما بخير, ويقول إن التأثيرات التي تركتها الازمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد السعودي كانت محدودة جدا, وهي نتيجة الذعر الذي اصيبت به العامة, ويبشر بأن الناتج الوطني السعودي في تحسن مستمر وان طرأ عليه بعض الضعف وان الرغبات الخارجية للاستثمار في المملكة زادت في السنة الماضية, اي في خضم الازمة العالمية, وهذا أمر جيد.
الحوار مع خادم الحرمين الشريفين يفتح الكثير من آفاق الامل وهو كعهده دائما يضع الله ثم الوطن نصب عينيه, لذلك حين نسأله عما يريد من مجلس "التعاون" يجيب فورا »ما يريده الناس فأنا واحد منهم«, وهو يرى في القمة الثلاثين للمجلس محطة من اجل المزيد من الانجازات التي ترضي طموحات شعوب المنطقة, هذه الشعوب التي اثبت قادتها في القمة الاخيرة انهم على قلب رجل واحد حين اعلنوا صراحة دعمهم للمملكة في مواجهة المتسللين الى اراضيها.
حديثنا مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطرق الى شؤون سعودية وخليجية كثيرة, وكانت له اطلالته على العالمين العربي والاسلامي, وفي ما يأتي نص الحوار:
* سيدي خادم الحرمين الشريفين, كيف تنظرون الى اعمال مؤتمر القمة الثلاثين لدول مجلس التعاون الذي عقد اخيرا في الكويت?
- بداية لا بد من الاشارة الى ان ما اتسم به الاستقبال الحافل والضيافة والحفاوة قد دل على مدى الاصالة وكرم الضيافة اللذين تتمتع بهما الكويت, ولقد ادار أخي سمو الامير الشيخ صباح الاحمد اعمال القمة بالحنكة والحكمة البالغة. ووجدنا عند الشيخ صباح كل المشاعر الطيبة التي تعكس صفاته الخلوقة والراقية ونقاء السريرة تجاه بلدنا واسرتنا في المملكة العربية السعودية, وهنا دعني اقول لك إن ما يربطنا بالكويت واهلها وبيت الحكم فيها هو اخوي وعميق جدا, ويكتسب معانيه من العلاقة التاريخية, وهو مثال حقيقي على الترابط والتعاون بين الاشقاء بكل ما يحمل ذلك من المعاني في صدق الروابط المثالية.
اما في ما يتعلق بما انطوت عليه اعمال القمة, فلقد كانت محطة من محطات تأكيد التضامن بين دول المجلس. هذه الدول التي من الله عليها بنعمة الترابط الفعال وتبادل المصالح الذي يعلي من شأنها على الصعيدين العربي والدولي, والمواقف التي اعلنت في البيان الختامي او في كلمات القادة تعبر بصدق عما تعمل من اجله دول مجلس" التعاون", ونحن في المملكة العربية السعودية نشعر ان طريق دول المجلس واحد يقوم على صدق النوايا والعمل من اجل مستقبل افضل لشعوبنا, ولقد كانت اعمال المؤتمر خطوة اخرى في طريق البناء, ولا سيما ان بعضاً من المشاريع قد اقرت في القمة, وهي مشاريع حيوية تخدم النهضة الاقتصادية والعمرانية والتنمية المستدامة لشعوب المنطقة, نعم هي مشاريع مهمة لكن ليست كل ما نطلبه ويطلبه الناس منا... نريد أكثر مما انجز.
* سيدي خادم الحرمين الشريفين, هل انتم مرتاحون لهذه النتائج التي خلصت اليها القمة, أم تريدون أكثر?
- دعني اقارب المسألة من ناحية اخرى, فعندما اقارن بين علاقات دول الاتحاد الاوروبي في ما بينها, وانظر الى العلاقات الخليجية ̄ الخليجية, ويعلم الله انني اتحدث بكل صدق عندما يسألني احد عن هذا الشأن, فأقول عندما انظر الى ما بين شعوب ذلك الاتحاد من اختلاف في العادات واللغة والثقافة, ورغم ذلك قطع اتحادهم شوطا كبيرا في سبيل التوحد والتضامن, والربط المصلحي بين شعوبهم. انني اطمح ان ارى دول مجلس "التعاون" الست, والتي يجمعها الدين الواحد واللغة الواحدة , بل اللهجة الواحدة, اقول اطمح ان ارى مسار هذه الدول افضل بكثير من مسار الاتحاد الاوروبي, فلديها كل مقومات الترابط المصلحي التي تجعلها وحدوية بصورة أفضل من الاتحاد الاوروبي.
لقد وافقنا في القمة على الربط الكهربائي بين دول المجلس, والربط المائي واقرت اتفاقية العملة الخليجية الموحدة, كما اتخذنا قرارا بإنشاء سكة حديد تربط بين الدول الست, وهذه المشاريع بداية جيدة لمرحلة جديدة من عمر المجلس بعد مرور 30 عاما على تأسيسه, لكننا نتطلع الى افضل من ذلك, فنحن منذ 30 عاما نتحدث ونعلن بالأقوال وكنا نريد أن تسبق أفعالنا الاقوال وكنا نتطلع الى ما يعبر حقيقة عن قوة واهمية دول المجلس ووزنها الحقيقي, فهذه الدول الست مهمة جدا على صعد كثيرة, وموعد شعوبها مع التطور يجب ان يأخذ منحى سريعا جدا, فالزمن لا يرحم وهو سيف ان لم تقطعه المنطقة قطعها.
إن دولنا تمتلك ثقافة وحضارة دينية انسانية عميقة, وتتمتع بقوة اقتصادية كبيرة, ولذلك فهي قادرة على تحقيق قفزات كبيرة في مجال التطور والنمو, وعليها ان تتماشى مع تطورات العصر حتى لا تكون خارج الركب العالمي لحركة التطور.
سيدي خادم الحرمين, انتم ماذا تريدون من هذه الدول الست ان تكون?
رغباتي لا تخرج عن رغبات الناس الذين تابعوا جلسات القمة الخليجية الاخيرة في الكويت, اسألهم... فليس المسؤول أعلم من السائل, اسألهم ماذا يريدون فتعرف ماذا اريد, فأنا واحد منهم, واعتقد انكم تعرفون طموحات ابناء دول مجلس"التعاون" لانهم يقولون ذلك بصوت عال في كل منتدياتهم, وفي تجمعاتهم, إننا هنا نتحدث عن آمال ورغبات شعوب تدرك تماما ماذا يعني التضامن والتعاضد بين القادة وبين الشعوب وتبادل المصالح بين الدول.
إن هؤلاء يريدون من قادة دولهم ان يتحركوا وفق مسار واحد, اي عبر طريق واحد, سواء في الاسواق العالمية, او في المحافل الدولية, بدلا من ان تذهب كل دولة في طريق, فعند ذاك يتفرد بنا اصحاب المصالح في الخارج, سواء أكانت هذه المصالح نابعة من اجندات ثقافية يريدون تصديرها الى مجتمعاتنا, ام من مصالح اقتصادية يفرضها القوي على الضعيف.
تسألني ماذا اريد ان يكون عليه مجلس"التعاون"? اريده قوة واحدة قادرة يهابها القاصي قبل الداني, قوة فاعلة بمسار واحد وبإحساس وحدوي, وهذا ما يجب ان يكون عليه مجلس التعاون.
سيدي, بعد ثلاثين عاما من عمر هذا المجلس كيف تنظر الى اداء قادته ودوله? وهل هم وهو في تحسن ?
اليوم غير الامس, كما ان دوام الحال من المحال, ومما لاشك فيه ان المتغيرات في الاداء والعلاقات بين القادة اليوم غير التي كانت عليه في الامس, لكن كما قلت في جوابي عن سؤال سابق إننا نريد نتائج افضل, نريد ان نحقق ما يردده الناس في منتدياتهم.
لقد ترسخ هذا المجلس بفضل التضامن بين شعوبه وقادته, وهذا هو الأهم, وهو يحتاج الى الكثير من العمل الصادق في سبيل رقيه وتقدمه حتى نستطيع ان نترك لاجيالنا القادمة ما تفخر به.
في القمة شددت كثيرا على التضامن, وانا اقول ما في قلبي, اي ان ما في قلبي على لساني, لقد شددت على التضامن, وكيف يجب ان تكون العلاقات بين الدول والشعوب والقيادات في المجلس, فالقيادة عبء وامانة ولعل الله ينير قلوبنا وطريقنا الى ما فيه خير الامة والاوطان حتى نكون امة قوية قادرة.
علينا ان نتنبه الى ان العالم من حولنا مضطرب, ولقد مر بعاصفة اقتصادية لم تبق ولم تذر, حمدنا الله اننا خرجنا منها رغم الذعر الذي عاشته العامة, والآن العالم يتحدث عن كارثة بيئية قد تكون لها آثار سلبية على الارض, الا ما شاء الله وقدر.
إن العالم عاش ويعيش مشكلات بعضها جرى تجاوزه , والبعض الاخر يمكن تجاوزه, وهناك مشكلات لا تزال قيد الدراسة, وفي ظل هذه الاجواء, أليس من حقنا ان نطالب بمزيد من التضامن بيننا في دول المجلس, بل بين الدول العربية كافة?
اذا لم نتضامن سنكون لقمة سائغة للطامعين, او سنخضع لشروط الاجندات الخاصة ببعض القوى, والعالم يستقوي على الضعيف وينفرد به, وعلى العرب ان يتعلموا من تجارب الماضي وينظروا الى المستقبل بكل مسؤولية, ورغم اننا نطمح الى الكثير في »الخليجي«, الا ان العرب يستطيعون ان يتعلموا من الثمار التي جنتها دول هذا المجلس في الثلاثين عاما الماضية, كما ان دول الخليج من حقها الطبيعي ان تكون متضامنة الى ابعد الحدود لتكون القوة الفاعلة وحتى لا يستفرد بها احد.
لقد كنت صريحا مع الاخوة القادة في القمة الاخيرة في الكويت عندما قلت إن المملكة وقادتها يسعون الى كل ما يكون فيه خير دول المجلس, ونريد ان نرى تضامننا يصل الى درجة الاحساس الوحدوي, ولا اخفيكم اننا شعرنا بالرضا والتضامن عندما اعلن القادة ومنذ بداية جلسات القمة, وبكل صراحة, دعمهم الكامل للمملكة العربية السعودية في مواجهتها للمتسللين على حدودنا.
في هذا الشأن, سمعنا من قادة المجلس ما كنا ننتظر ان نسمعه, وهذا الامر يبعث الراحة في النفس والخاطر, وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذه الحفنة المتسللة ليست هي القوة الحقيقية التي نحاربها لنتقي شرها, انما السؤال: ما القوة الحقيقية التي تحرك هذه الحفنة? إن حقيقة الامر معروفة, ومعروفة الاهداف, ولماذا هي في تلك البقعة من بلادنا ولكن الله دائما ينصر عباده الصالحين.
سيدي, بمناسبة الحديث عن المتسللين الى اراضي المملكة, هل يطمئن ابناء المملكة ودول مجلس" التعاون" انكم بخير?
النصر ولله الحمد اكتمل بعد دحر المتسللين ولم يعد في ارضنا غير ابناء المملكة, ولقد كانت تعليماتي واضحة وصريحة الى جيشنا الباسل, نصره الله, ان يكون حدود تحركه ارض المملكة والا يخطو اي خطوة داخل الاراضي اليمنية.
قلنا لهم ابعدوا المتسللين وحافظوا على امن وحدود بلادكم فقط, هذه كانت تعليماتي, فنحن دولة لا تتدخل في شؤون الاخرين, ولا نرضى ان يتدخل احد في شؤوننا, ولقد ادار الجيش السعودي المعركة بروح وطنية عالية نقدرها لكل قطاعات الجيش, وما النصر إلا من عند الله سبحانه وتعالى.
سيدي, ما هدف المتسللين من تسللهم الى اراضي المملكة?
العالم كله بات يعرف الاهداف الشريرة التي حاولت هذه الحفنة تحقيقها من التعدي على المملكة, فهذه الارض التي اختارها الله ̄ سبحانه وتعالى ̄ لتكون بلاد الحرمين الشريفين محمية من العلي القدير, ومنصورة على الاشرار الذين لا يعرفون الى الكلمة السواء سبيلا, ولذلك هم يثيرون الفتن والقلاقل لاهداف شريرة, لكن كل هذه الغايات الشريرة ستهزم اينما كان اصحابها, أكانوا زمرا أم حكومات, وستبقى المملكة, ارض الصلاح والايمان, محمية بمشيئة الله ثم بالجيش السعودي الباسل الذي عهدناه دائما حامي الحمى في الدفاع عن وطنه وأمته, لقد دحر الفئات الباغية وحفظ الله بلادنا وأهلنا. والمحافظة على الوطن جهاد مقدس.
ولا بد من التذكير ان الذين يبيعون دينهم وأوطانهم من اجل حفنة من المال او لتحقيق اوهام في اذهانهم سيكون مصيرهم الخسران والهزيمة.
نعود الى التأكيد اننا في المملكة لا نتدخل في شأن اي دولة ولا نرضى ان تتدخل الدول في شأننا, والزمرة المتسللة التي اعتدت على ارضنا عرفت ان المملكة عصية على غير اهلها كائنا من كان ومهما كبرت قوته, فكيف بزمرة متمردة, قوتها ليست ذاتية وقد نصرنا الله عليها.
التجربة الاقتصادية السعودية محط انظار دول مجلس "التعاون" وخصوصا بعد الازمة المالية التي عصفت بالعالم كله, وتعافي المملكة بسرعة من تأثيرات هذه الازمة على الاقتصاد السعودي, كيف تنظرون الى ما هو قادم لجهة الاقتصاد السعودي والمنطقة ككل?
قبل كل شيء, لا بد من التأكيد ان الاقتصاد السعودي بخير, والتأثير الذي تركته الازمة المالية العالمية كان محدودا, وهو ناتج عن الذعر الذي ساد اوساط العامة, وهذا امر طبيعي لم يحتج وقتا حتى عاد الناس واطمأنوا الى المعالجات التي اتخذتها الدولة في هذا الشأن.
لقد كانت الازمة الاقتصادية مؤلمة لبعض الدول, وما طالنا منها ليس اكثر من تأثير غير موجع نتيجة ذعر العامة كما قلت, لكن كانت اجهزتنا الاقتصادية مدركة لكل ذلك واتخذت ما يجب أن يفعل, ولقد كانت ميزانيتنا في السنة الماضية اعلى مما كانت عليه في السنة التي سبقتها, على الرغم من الازمة المالية العالمية وهذه السنة ستكون افضل من السنة الماضية وهذا سينعكس ايجابيا على الاقتصاد السعودي, وهو عموما في حالة ممتازة جدا ولله الحمد. فالمملكة لديها وعي استثماري وطني يقوده قطاع حكومي متمرس وقطاع اهلي خبير بمجريات أمور العالم الاقتصادية.
اما في ما يتعلق بالاقتصادات الدولية وما تعانيه من ذيول الازمة فإننا نرى أنها لا تزال تعاني الا انها تتجه نحو التعافي السريع, ومن الطبيعي ان تتأثر دول الاقليم الخليجي من ذلك, لكن التأثيرات لم تكن بحجم الذعر الذي ساد العامة كما قلت, فصناديقنا السعودية السيادية لم تتأثر, والنمو السعودي لا يزال يرتفع ليس بسرعة ولكن من دون تراجع, ونحن الآن امام اقتصاد نشط , أكان على صعيد الدولة أم القطاع الخاص, ورغم الازمة العالمية الا ان الرغبات الخارجية للاستثمار في المملكة زادت خلال العام الماضي, وتحسن الناتج الوطني نسبيا وتراجع التضخم, وكل ذلك بشائر خير ويضفي متانة على الاقتصاد السعودي. وهذا الامر لا ينطبق على المملكة وحدها ففي دول "التعاون" الاوضاع الاقتصادية - كما ارى واتابع - بخير وهي الى مزيد من التحسن, وهذا امر يسعدنا ويفرحنا جداً.
كنا توقعنا في بداية العام ان تتراوح اسعار النفط ما بين 75 وثمانين دولارا للبرميل الواحد, وهو السعر العادل, وها هي الاسعار تتوافق مع توقعاتنا. والأسعار النفطية إلى ثبات وربما إلى ارتفاع عاقل.
سيدي خادم الحرمين, كلنا في دول المجلس شعوبا وحكومات شعرنا في قراراتك في ما يتعلق بكارثة سيول جدة غضبة الحليم الذي يعمل من اجل ارضاء الله عز وجل واصلاح الوطن, وهي قرارات اصلاحية تقطع الطرق على المهملين, الى اين وصلت قضية معالجة هذه الكارثة?
لا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤول عن هذه الكارثة. نعم, لم اكن مرتاحا لما حدث في جدة , ورغم ان هذه الامطار والسيول هطلت بإرادة الله ولا راد لإرادته سبحانه, الا ان ذلك لا يعني ألا نكون على اهبة الاستعدادات لمواجهة ذلك وابعاد اي اضرار يمكن ان تنشأ عن مثل هذه السيول, وهو اقل ما يجب ان يكون عليه الوضع, انما الاساس ألا تكون هناك اي مسببات تساعد على حدوث كارثة على النحو الذي شهدته جدة.
لقد تألمنا لما حدث وواسينا منكوبي السيول, لكن ذلك لا يكفي اذ يجب تحديد المسؤول ومحاسبته, ولن نتهاون مع اي مقصر في هذا الشأن, لقد كشفت السيول عما يجب ان نفعله في الايام المقبلة وتحسين البنية التحتية سواء في جدة او في المدن السعودية الاخرى, وامام الحكومة الكثير من الاعمال في ما يتعلق بالبنية التحتية, ولعل المولى جلت قدرته يرشدنا الى ما فيه المصلحة والخير العام لشعبنا وبلادنا, لقد شددت في جلسة مجلس الوزراء بمناسبة الإعلان عن الميزانية على ضرورة حُسن أداء الأجهزة بالتعامل مع متطلبات الميزانية وما فيها من خير كثير, كما شددت على حسن الأداء وسرعته وهو أداء سيظل تحت نظري ومحط مراقبتي.
سيدي خادم الحرمين, لقد امرتم وزير اعلامكم بإطلاق اربع قنوات تلفزيونية ذات مسار ديني, ما الغاية من ذلك?
إن الغاية من هذه المحطات هي التعريف بالثقافة والدين الاسلاميين وفق النور الصحيح الذي اتى به نبينا محمد( صلى الله عليه وسلم). إنها قنوات ستبث السيرة النبوية وتفسير الايات البينات, فهي محطات تثقيف صحيح لديننا الحنيف, وذلك لنبعد عنه اولئك الذين لم يروا فيه الا ما يتفق مع مصالحهم, ففسروا الآيات والاحاديث على غير ما هي عليه, إنها قنوات ندعو الله ان نفيد بها عباده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.