تعتزم الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طرح فكرة اقامة حملة تبرعات من اجل مساعدة المواطنين المتضررين من «سيول الاربعاء» بجدة، كما اعلنت الجمعية على لسان الدكتور حسين الشريف المشرف العام على فرع الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة عن استعدادها لتقديم الدعم القانوني للمتضررين للحصول على تعويضاتهم كاملة عن الممتلكات العينية او المنقولة في حال رفعهم دعاوى قضائية بخصوص ذلك. وقال الشريف ل «المدينة»: خلال جولة ميدانية لعدد من اعضاء الجمعية امس على المناطق المتضررة، ان الجمعية رصدت عددا من الملاحظات وفي مقدمتها غياب خطة الطوارئ والكوارث لدى الدفاع المدني لمواجهة مثل هذه الأمور مستدلا على ذلك بارتفاع عدد الضحايا والأضرار المادية الكبيرة التي خلفتها السيول. اضافة الى تأخر وصول الدفاع المدني والاسعافات الى المناطق المنكوبة، واستدرك: ورغم أن بعض المتضررين افادوا بوصول بعض طائرات الدفاع المدني الا ان كمية الإسعافات المقدمة لم تكن كافية. واضاف ان مياه الامطار من الاوضاع الطبيعية المتوقع حدوثها وبالتالي من المفترض ان تكون هناك خطط لمواجهة مثل هذه الامور خصوصا فيما يتعلق بوجود اماكن للايواء يتوفر بها السكن والطعام والرعاية الصحية، حيث ان كثيرا من المواطنين الذين قابلناهم يشتكون من انه لا يوجد لديهم الآن الا الملابس التي يرتدونها وبعضهم يظل يبحث عن شقة مفروشة حسب طلب الدفاع المدني الا انهم لم يجدوها مما زاد معاناتهم. وزاد الشريف ان من الملاحظات كذلك عدم وجود خطوات واضحة يتبعها المواطنون في مثل هذه الحالات للحصول على المساعدة ، حيث ان عددا من المواطنين المتضررين ابدوا تذمرهم من عدم وضوح الاجراءات وصعوبتها احيانا لمساعدتهم على التغلب على الواقع الذي وجدوا انفسهم فيه فجأة من الحصول على السكن في الشقق المفروشة ، كما ان بعضهم اشتكى من عدم تسلمهم - حتى هذه اللحظة - أي دعم مادي او عيني من الجهات الحكومية. واستطرد: ان من الملاحظات كذلك إعطاء تصاريح بناء في مخططات تقع في أودية ومجاري سيول (كما هو الحال في مناطق من قويزة و مخطط ام الخير) مما يشكل خطرا حقيقيا على من يعيشون في تلك المخططات. ومضى الشريف قائلا : ومن الملاحظات وجود كميات كبيرة من بقايا مياه الأمطار والصرف الصحي في بعض المناطق لم يتم شفطها حتى الآن ، مما يشكل خطرا وتهديدا لصحة المواطنين والمقيمين خصوصا ان محافظة جدة عانت من حمى الضنك ، الامر الذي يتطلب سرعة اتخاذ اجراءات سريعة وحازمة لسحب هذه المياه الراكدة. واستغرب الشريف عدم وجود صرف صحي في محافظة جدة رغم الميزانيات التي اعتمدت لهذه المشاريع ، مشيرا إلى أنه على ارض الواقع لم يكن هناك شيء يذكر ومستشهدا على ذلك بالاضرار التي نجمت عن السيول ، واشار الى ان الطريقة المتبعة حاليا في تصريف المياه طريقة «بدائية جدا» ولا تليق بمحافظة جدة ، وقال : لدينا معلومات عن خطورة بحيرة المسك وانها تشكل خطرا حقيقيا على محافظة جدة وسبق ان حذرنا من ذلك وانه من الضروري الغاؤها وإيجاد البديل لها من خلال شبكة تصريف صحي ونقلها مؤقتا لمكان امن اخر خارج مدينة جدة. وأكد الشريف أن جميع الملاحظات سوف ترفع في تقرير لرئاسة الجمعية لا تخاذ اللازم حيالها. شارك في الجولة من اعضاء جمعية حقوق الانسان الدكتور سالم سحاب والدكتور طلال قستي والدكتور محمد كلنتن وعمر حافظ.