شهد جسر الجمرات توافد الحجيج لرمي الجمرة الكبرى منذ الساعة السادسة من صباح أمس وسط تنظيم وانسيابية تامة في عملية دخول الحجاج للجسر من كافة الطرق المؤدية إليه من مشعر منى. وتمكن 1.5 مليون حاج من رمي الجمرات منذ الساعة السادسة من صباح أمس، وحتى الساعة الحادية عشرة دون تسجيل أي إصابات أو تدافع وسط أجواء من الروحانية. وقال قائد قوات الطوارئ الخاصة لمهام الحج العقيد خالد القرار ل "الوطن" إن وفود الحجيج بدأت في التوافد لجسر الجمرات بدءا من الساعة السادسة صباحا، وكانت الحركة حتى الساعة السابعة أقل من المتوسط، حيث بدأت في الارتفاع تدريجيا حتى الساعة العاشرة التي تعد أعلى معدل لكثافة توافد الحجيج، تلاها انخفاض تدريجي حتى الساعة الحادية عشرة والنصف لتصل الحركة على الجسر بعد ذلك إلى أدنى مستوياتها مع انصراف الحجيج من جسر الجمرات لأداء صلاة الجمعة. وأضاف أن أكبر كثافة للحجاج شهدها الجسر كانت بالدورين الأرضي والأول، بسبب توجه الحجاج من مشعر مزدلفة إلى الجمرات عبر الطرق المؤدية للساحة الشرقية، وشهد شارع المشاة المظلل والمؤدي للدور الأول أعلى معدل كثافة اضطرت معه قوة الطوارئ إلى استخدام الخط البديل رقم 2 لتسهيل جزء من حركة الحجاج إلى الدور الأرضي، والعمل على تخفيف كثافة الحجاج بشارع المشاة المظلل. وأشار إلى أن الأدوار الثاني والثالث والرابع شهدت كثافة أقل من المتوسط، وذلك بسبب توجيه الحجاج حسب الخطط المعدة سلفا عبر السلالم الكهربائية إلى الدور الثاني والثالث، وكذلك توجيه أعداد من الحجاج القادمين عن طريق شارع صدقي والملك عبدالعزيز إلى الدور الرابع الذي دخل منظومة العمل هذا العام، وكان له دور إيجابي في توزيع الحركة بين الأدوار. وأكد أن أمس يعد من أقوى الأيام كثافة،حيث جندت له خطط دقيقة تهدف إلى توجيه الحجاج لجمرة العقبة فقط خلال هذا اليوم، إضافة لما تعده قوات الطوارئ الخاصة من خطط لكل أيام التشريق، وتختلف كل خطة عن الأخرى. وأشار إلى أن اليوم السبت أول أيام التشريق يعد أقل خطورة من اليوم العاشر والثاني عشر، بسبب توجه الحجاج لرمي الجمرات الثلاث، وبذلك تتوزع الكتل البشرية من أفراد قوات الطوارئ بين الجمرات الثلاث، واعتبر هذا اليوم بالنسبة لقوات الطوارئ الخاصة بروفة ليوم غد ثاني أيام التشريق. وأكد أن 1.5 مليون حاج تمكنوا من رمي الجمرات منذ الساعة السادسة من صباح أمس، وحتى الساعة الحادية عشرة دون تسجيل أي حالة إصابات أو تدافع وسط أجواء من الروحانية. واكتمل وصول مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى منى أمس واستقروا على صعيدها الطاهر مكبرين مهللين، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، تحفهم عناية الرحمن في ظل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من خدمات ورعاية في مختلف المجالات وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان. ورمى الحجاج أمس جمرة العقبة فقط، وهي التي تلي مكة إتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل يسر وسهولة، بفضل من الله ثم بالمشروع الجديد لجسر الجمرات الذي يسجل فضله بعد الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد أسهم بشكل كبير في التيسير على الحجاج أداء هذا النسك لرحابة الجسر وتعدد أدواره التي تستوعب مئات الآلاف خلال الساعة الواحدة . وبحسب مصادر أمنية فقد انتهى مئات الآلاف من الحجاج من رمي جمرة العقبة أمس قبل الساعة الحادية عشرة صباحا، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير ودليل ملموس على نجاح المشروع الجديد لجسر الجمرات الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات ريال في استيعاب الحشود البشرية من حجاج بيت الله الحرام، وأداء نسكهم في بضع دقائق فضلا عن تحديد المسارات التي تؤدي إلى الجسر للقادمين من كل الاتجاهات وطريقة التفويج التي تقوم بها قوات أمن الحج على الجسر . وبعد أن فرغ الحجاج من الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام ثم طافوا طواف الإفاضة ،وسعوا بين الصفا والمروة بعدها نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة لقوله تعالى"فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه". وخلال أيام التشريق يرمي الحجاج الجمرات الثلاث ابتداء بالجمرة الصغرى ومن ثم الوسطى وأخيراً جمرة العقبة الكبرى. واليوم العاشر من شهر ذي الحجة هو يوم الحج الأكبر وسمي بذلك لأن الحجاج يؤدون أغلب مناسك الحج في هذا اليوم ،وهي رمي جمرة العقبة الكبرى والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة ونحر الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب مثل المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة دون انقطاع، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي والإسعاف الطبي الطائر الذي أدخلته الجمعية هذا العام لأول مرة في خدماتها بالحج. ويلاحظ في المشاعر المقدسة انتشار الأكشاك الخاصة بالمواد التموينية والغذائية في مشعر منى التي تباع بأسعار في متناول الجميع وتحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وأمانة العاصمة المقدسة. ويستفيد الحجاج من الاتصالات سواء من الهاتف الثابت أو الجوال إذ حرصت شركة الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات " موبايلي " على ربط الحاج بأهله وأصدقائه في وطنه على مدار الساعة أينما كان سواء في المشاعر المقدسة أو في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، من خلال شبكات الاتصالات الضخمة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين أو من خلال أبراج الجوال المنتشرة في الأماكن المقدسة.