أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وسط تزايد الجهود للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة، وقال نتنياهو في اجتماع مع عدد من أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه «لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد»، بحسب مسؤول حضر الاجتماع، وأضاف «ستتخذ الحكومة قرارا بهذا الشأن ثم تجري مناقشته في الكنيست». وإلى ذلك قال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان إن الحركة جاهزة لإبرام اتفاق لمبادلة سجناء فلسطينيين بشاليط، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق كهذا بعد، وقال حمدان في اتصال هاتفي «نحن جاهزون لتحقيق الصفقة لكن لا شيء يمكن الحديث عنه حتى الآن». وأضاف «نحن لا نخفي أننا نحاول أن نبلور صفقة منذ اللحظات الأولى لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ولكن هل وصلنا إلى نهائيات هذه الصفقة؟ لا لم نصل بعد». كل هذه التصريحات تطرح سؤالا هو: هل باتت صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة بغزة وإسرائيل قريبة؟، سؤال صعب لكن إجابته في ظل المعطيات الحالية تبدو سهلة، إذ بات من الواضح وجود تقدم في المفاوضات بين حماس وإسرائيل والتي ترعاها مصر ويقوم بها وسطاء ألمان. وأمس توجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة لمتابعة الملف، ووفق ما ذكرت مصادر بحماس ل «العرب» فإن الوفد يرأسه محمود الزهار أبرز قادة الحركة بغزة ويضم عددا من قيادات حماس في الداخل والخارج. ومن بين المؤشرات عن قرب التبادل، ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إذ قالت «إن اللقاء الذي جمع أمس الأول رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريز مع الرئيس المصري تناول بالأساس موضوع شاليط والتقدم الذي حصل من خلال المبعوث الألماني، وكذلك تم وضع الجانبين في التطور الحاصل على مواقف كلا الطرفين، وقد انضم آخر الاجتماع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد الذي كان يرافق بيريز في الزيارة، بعد أن عقد لقاء خاصا ومطولا مع الوزير عمر سليمان، وقد تحدث أيضاً مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط على وجبة الغداء. وأضافت «هآرتس» أن الناطق باسم حركة حماس أيمن طه أكد أن وفدا قياديا من حركة حماس غادر إلى القاهرة، وذلك للبحث مع قيادات حماس في سوريا في التقدم الحاصل بخصوص صفقة شاليط، مؤكداً وجود تقدم كبير في المفاوضات والتي قد تنتهي بإتمامها عشية عيد الأضحى المبارك. وبدوره، أكد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل صحة توجه وفد من حماس إلى القاهرة لإقرار الصفقة، وأشار الموقع الإلكتروني ل «هآرتس» إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو رفض ليلة أمس التعليق على الأنباء الواردة من القاهرة، وكذلك العديد من الوزراء في الحكومة المسؤولين عن هذا الملف بسبب التخوفات من إمكانية الفشل في التوقيع على الصفقة، واكتفى العديد منهم بالقول من الأفضل عدم الحديث لوسائل الإعلام في هذا الشأن وإبقاء ما يجري في المفاوضات خلف الكواليس، وهذا أيضاً ما أكده يوم أمس رئيس الجيش الإسرائيلي غابي إشكنازي والذي أكد أن الحديث لوسائل الإعلام لا يساعد على الإفراج عن شاليط. وفي السياق، كشفت قناة «فوكس نيوز» مساء أمس الأول عن قبول إسرائيل بقائمة 70 أسيرا قدمتها حماس وكان مصير الصفقة متوقفا عليها، وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تطرق لهذا الأمر لأول مرة أمس، وقال تعقيبا على الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام مؤخرا: «هناك تقدم حقيقي في هذه الصفقة ولكنني لا أستطيع إعطاء أية تفاصيل حول الأمر»، وقال بيريز للرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعهما في القاهرة إن تقدماً طرأ في قضية الجندي جلعاد شاليط، وأضاف «من المحبّذ عدم التطرق إلى الموضوع بصورة مفصّلة عبر وسائل الإعلام». وأشارت «هآرتس» إلى أن سقف التوقعات بالإفراج عن الجندي شاليط بات مرتفعا لدى العديد من قادة الحكومة الإسرائيلية، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأحداث المتتابعة في الآونة الأخيرة تشير فعلا إلى اقتراب إنجاز الصفقة، ولعل ذلك يكون قبل حلول عيد الأضحى. وأكدت «هآرتس» أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تلتزم الصمت حيال الصفقة منذ أشهر عدة، وتفرض رقابة مشددة حول الموضوع، مشيرة في الوقت ذاته إلى تصريح وزير التجارة الإسرائيلي فؤاد بن أليعيزر قبل أسابيع والذي توقع الإفراج عن شاليط خلال ثلاثة أشهر فقط. وبالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبرية عن ناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله: «إن العديد من الأنباء التي تتناولها وسائل الإعلام صحيحة جدا فيما هناك نسبة من هذه الأنباء التي وردت في بعض الصحف لا تهدف إلا للتضليل فقط». وقال الناطق بلسان الجيش آفي بنياهو: «إن حكومة الاحتلال تعمل كل ما بوسعها لإعادة الجندي الإسرائيلي الأسير إلى عائلته». وترى الصحيفة أن صفقة الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو يظهر فيه الجندي الأسير قبل نحو شهر ونصف كانت مجرد بداية لتنفيذ صفقة التبادل وإشارة إلى اقترابها في الوقت ذاته.