قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن الدول الست الكبرى متفقة تماماً حول ضرورة قيام إيران بتقديم رد إيجابي وبأسرع وقت ممكن بشأن موقفها من مقترح استكمال تخصيب ما لديها من يورانيوم في الخارج، مشيرة إلى أن تلك الدول أبدت حتى الآن ما يكفي من الصبر حيال الإيرانيين بسبب تفهمها للديناميكية التي تعمل بها السياسة الداخلية الإيرانية، لكنها في الوقت ذاته ترى أن الإيرانيين ملزمون بتقديم الإجابة المطلوبة بوصفها إجراء أساسياً لبناء الثقة مع المجتمع الدولي. وأضافت كلينتون في حديث لقناة بلومبرغ الأميركية مساء الثلاثاء، أن الدول الست الكبرى بما فيها روسيا والصين كانت متفقة دائماً على التعاطي مع الملف النووي الإيراني على مسارين، وهما الدبلوماسية وممارسة الضغوط عبر مزيد من العقوبات الاقتصادية، على أن يتم اعتماد المسار الثاني بعد أن يتم التأكد من فشل المسار الأول، وفي الوقت الحالي فإن الولاياتالمتحدة بصدد استكشاف إمكانية اللجوء إلى فرض العقوبات الاقتصادية على طهران مع الدول الأخرى في حال لم تتعاون مع المجتمع الدولي بالشكل المطلوب. وذكرت أنه لا يوجد هناك من يتمنى اللجوء إلى الخيار العسكري بالرغم من عدم استبعاد هذا الخيار عن الطاولة، فهدف الولاياتالمتحدة هو منع إيران من حيازة السلاح النووي، لكن هذا لا يعني أنها لا تمنحهم الحق في امتلاك الطاقة النووية للاستخدامات المدنية السلمية، مضيفة أن واشنطن ليس لديها ما يشير إلى أن إيران تمتلك منشآت نووية سرية غير تلك التي تم الإعلان عنها مؤخراً، لكنها مع ذلك لا تريد أن تقلل من شأن انعدام الثقة بين واشنطنوطهران وتأثيراته على العلاقات الأميركية الإيرانية، فهناك 30 عاما من انعدام الثقة وسوء الفهم وتعارض الأهداف، فالإيرانيون لا يشعرون بالقلق حيال أميركا بسبب موقفها من برنامجهم النووي وإنما بسبب دعمهم للإرهاب وللجناح العسكري لحزب الله ولحركة حماس، وبسبب تدخلهم في الشؤون الداخلية للدول المجاورة لهم وسعيهم إلى زعزعة استقرار دول الخليج ودول أخرى في المنطقة. وأشارت كلينتون إلى أن الرئيس أوباما حاول أن يخلق ديناميكية جديدة بين واشنطنوطهران، فليس المطلوب أن يكون هناك حب وثقة لكي تفهم إيران أن زعزعة استقرار المنطقة لا تخدم مصالحها ومصالح الولاياتالمتحدة وأن امتلاكها للسلاح النووي سيزج منطقة الخليج في سباق تسلح وسيجعلها أكثر ضعفاً مما هي عليه الآن، وبدلاً من ذلك عمد الرئيس أوباما إلى سياسة اليد الممدودة التي تقوم على الحوار والتواصل مع إيران، وفي حال لم يتمكن الإيرانيون من تخطي حاجز عدم الثقة بواشنطن والآلية التي تعمل بها سياساتهم الداخلية، فالولايات المتتحدة ستفعل ما تعتقد أنه يخدم مصالحها. صفقة صواريخ اس_300 وفي طهران دعا وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي روسيا يوم الأربعاء الى تجاهل الضغوط الإسرائيلية، وتسليم أنظمة صواريخ اس -300 للدفاع الجوي الى بلاده. وذكرت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية شبه الرسمية "ايلنا" ان وحيدي حث موسكو على تنفيذ التزاماتها التعاقدية إزاء طهران، قائلا "لدينا عقد مع روسيا لشراء صواريخ اس -300. لا اعتقد انه من المناسب ان ينظر الى روسيا في العالم كدولة لا تفي بواجباتها التعاقدية". وأضاف ان على روسيا تنفيذ العقد وعدم التأثر بالضغوط الصهيونية (الإسرائيلية). وكانت روسيا قد أعلنت انها وقعت عقدا مع طهران لتزويدها بصواريخ اس -300 ،لكنها جمدت تنفيذ العقد لأسباب سياسية. يشار الى ان وكالة "انترفاكس" الروسية كانت نقلت عن مسؤول روسي رفض كشف اسمه قوله في أكتوبر /تشرين الأول الماضي إنه على الرغم من أن العقد وقع قبل سنوات، فإن روسيا لم تصدق بعد على تطبيقه، وبالتالي لم تدفع إيران ثمن الصواريخ. وأضاف أن "تسليم إيران أنظمة اس - 300 جمد لفترة غير محددة بسبب الظروف التي برزت بعد توقيع العقد"، موضحا أن "كل شيء رهن بالظروف السياسية، لأن العقد لم يعد مجرد صفقة تجارية".